نشيدٌ آخر - سامي العامري

كأني لم أُعوِّلْ في الحقولِ
على ندى عودٍ وقِشِّ
كأني لم أُشاركْ بُلبُلاً ببناءِ عُشِّ
بلى , لكنما واهٍ هو الخيطُ
الذي يمتَدُّ ما بين الجدارِ وظلِّهِ ,
ما بين فكري وارتعاشِ يدي
فأكتبُ حين تبزغُ أوَّلُ البسماتِ ,
أوَّلُ خَلْجةٍ في المُتعَباتِ من القلوبِ ,
الصافياتِ من الندوبِ ,
الصاعداتِ كما البخارِ
الى أقانيمِ الغروبِ
وإنَّ لي شمساً أقاسِمُها أفانينَ الزوالِ
اذا ارتمَتْ مَخمورةً خلفَ التلالِ
وإنني مازلتُ مَيّالاً لحكمةِ عُقدتي
من سَيلِ أرقامِ
فما انا بالرياضيِّ الذي دانتْ لهُ الدنيا
أُوافيكم وعقلي بين أقدامي !
وما انا بالذي يُعْلي الكفافَ
وإنما جوعٌ انا ,
جوعُ الحياةِ الى الحياةِ ,
نشيدُها ,
تمجيدُ موكبِها الجليلِ
وإنْ بدا في لحنِ آثامِ !
وفي ظنّي الغِنى يعني الترقُّبِ ,
يعني أنكَ كالمدى المفتوحِ مدفوعٌ بإلهامِ