يَتَقَاطَرُونَ - سعد الياسري

(كَيْ لاَ تَشِيخَ الذَّاكِرَةْ)
الذَّرْءُ :
أُكْسُ اِشْتِبَاهَ الغِرِّ بِالتَّبْلِيغِ ،
أَيِّدْ شَهْقَةَ التَّكْوِينِ ،
نَاوِشْ :
هَيْضَلَ النَّائِينَ | نَسْيَ الدَّارِ | سَارِيَةَ الدُّجَى ،
عَزِّزْ طَوَاسِينَ القَرِيضِ بِهَيْبَةِ الإِنْشَادِ ،
بَارِكْ صَوْتَهُ - المَفْتُولَ فِي رَجْعِ الصَّدَى - ؛
كَيْ لاَ تَشِيخَ الذَّاكِرَةْ .
أَبَتَاهُ ؛ نَاوِلْهُ العَصَا .. !!
الوَضْعُ :
يَتَقَاطَرُونَ ؛
نِكَايَةٌ حُشِرَتْ بِأَمْزِجَةِ العِنَادِ ،
بِعُمْقِ عُمْقِيَ يَنْبُشُونَ ،
جَمِيعُهُمْ عَاثُوا بِغَفْوِ الشَّوْقِ ..
جَالُوا ،
كُلُّهُمْ يَتَقَاطَرُونْ .. !!
I
يَتَقَاطَرُونَ ؛
سُلاَفَةُ الأَصْحَابِ ،
شَطْرُ الكَرْخِ ،
بَغْدَادُ اللَّيَالِي المُقْمِرَاتِ ،
عَبَاءَةٌ عَذْرَاءُ لاَكَتْهَا الفَجِيعَةُ ،
شَهْوَةُ المَقْهَى لِمَضْغِ التَّبْغِ وَ الأَعْرَاضِ وَ الأَوْقَاتِ ،
دُخَّانُ السَّجَائِرِ يَهْتِكُ الأَلْوَانَ ، يَنْتَحِلُ الطِّلاَءَ ،
شَقِيَّةٌ تَبْكِي وِسَادَتَهَا اليَبَابَ ،
جَدِيلَةٌ ثَكْلَى سَلاَهَا المِشْطُ وَ التَّخْضِيبُ ،
خَطْوُ الزَّائِغَاتِ | الدَّاهِسَاتِ بَرَاءَةَ الإِسْفَلْتِ ،
جِسْرٌ بَتَّرَتْهُ حَيْرَةُ العَرَبَاتِ | أَوْهَامُ المُشَاةِ ،
فَطَائِرُ الفَرَّانِ كَالأَقْوَاسِ فِي صَدْرِ الجَوَامِعِ ،
بَاعَةٌ يَتَجَوَّلُونَ كَسِيرَةِ المَفْضُوحِ ،
طُلاَّبٌ | صَعَالِيكُ الدُرُوبِ ..
– وَ كُنْتُ مِنْهُمُ - ،
طَالِبَاتٌ عَائِدَاتٌ مِنْ مُنَاوَرَةِ المَدَارِسِ ،
صِبْغَةُ (النِّيلِيِّ) تَطْغَى فَوْقَ أَجْسَادِ النُّفُورِ ،
كَتَائِبُ الطَّاغِينَ جَاسَتْ كُلَّ دَارٍ ،
دِجْلَةٌ تَسْعَى ، تَجُوبُ الأَرْضَ ،
تَلْتَهِمُ الزَّوَارِقَ وَ السُّكَارَى وَ المَجَارِيَ ..
وَ اِشْتِعَالاَتِ المُرَاهِقْ .. !!
II
يَتَقَاطَرُونَ ؛
القَاطِعُونَ مَفَاوِزَ التَّيَهَانِ ؛
– أَرْبَكَهُمْ فَحِيحُ الرَّمْلِ - ،
مِئْذَنَةٌ ، شَوَارِعُ ، أَنْهُرٌ ، مُدُنٌ ، كَنَائِسُ ،
أُمَّهَاتٌ صَابِرَاتٌ كَالْنَّخِيلِ يَسُفُّ أَغْبِرَةَ المَقَابِرِ مُرْغَمًا ،
ذِكْرُ الدَّرَاوِيشِ ، اِنْكِفَاءَةُ صَوْتِ مُنْشِدِهِمْ ، مَقَامَاتٌ ، تَكَايَا ،
نُكْتَةٌ جَفَّتْ عَلَى ثَغْرِ التَّمَنِّي ،
النَّائِمُونَ عَلَى رَصِيفِ النَّائِبَاتِ ،
الخَاتِنُونَ ذُؤَابَةَ المِشْكَاةِ ؛
– قَالُوا : لَمْ يَعُدْ لِلْضَّوْءِ مُتَّسَعٌ بِهَذِي الأَرْضِ - ،
عَتَّالُونَ بِالْمَجَّانِ لِلْبَلْوَى العَصِيَّةِ ،
وَ التُّقَاةُ ؛ الشَّاهِرُونَ اللهَ فِي دَارٍ يُسَوِّرُهَا (سُوَاعُ) ،
السَّائِلُونَ : بِأَيِّ ذَنْبٍ نُسْتَبَاحُ ،
المُسْرِفُونَ – الرَّبُّ يُهْلِكُهُمْ ؛ فَمَا هَلَكُوا وَ لَكِنَّا هَلَكْنَا - ،
السَّاهِرُونَ عَلَى أَثِيرِ مُكَالَمَاتٍ قَدْ تُؤَدِيَ لِلْجِمَاعِ ،
النَّاسِخُونَ قَصَائِدَ المَحْظُورِ فِي (سُوقِ السَّرَايِّ) ،
الخَادِعُونَ صِغَارَهُمْ : لاَ تَحْزَنُوا ؛
وَ تَسَرْبَلُوا بِدُعَاءِ سَيِّدِنَا المَسِيحِ ،
الخَادِعُونَ كِبَارَهُمْ : لاَ تَقْنَطُوا ؛
عَدْلُ الإِمَامِ سَيَمْلأُ الدُّنْيَا حُبُورْ .. !!
III
يَتَقَاطَرُونَ ..
مَقَاتِلُ الثُّوَّارِ فِي (شَعْبَانَ) ،
أَنَّاتُ المَآتِمِ ، رَايَةٌ سَوْدَاءُ :
(أَدْرِكْنَا .. عَلِي الهَادِي) تَسَامَتِ فَوْقَ سَطْحِ (الهَوْرِ) أَيَّامًا ،
وَ لَمْ يَحْضُرْ (عَلِي الهَادِي) .. سِوَى أَنَّ المَدَافِعَ قَدْ أَتَتْ .. !!
(أَرْبِيلُ) ؛ تَنْهَشُهَا الضِّبَاعُ ،
إِزَارُهَا الْخَاطَتْهُ كَفُّ الشَّمْسِ مَرْهُونٌ لأَحْذِيَةِ الجُنُودِ .
سَمَاؤُنَا فُتِقَتْ ، وَ سَالَ الكُحْلُ ، وَ اِعْتَلَّ المَدَى .
(شَعْبَانُ) صَيَّرَنَا :
خَرِيفًا لِلمَهَاوِي * بَحَّةً تُتْرِي * نَخِيلاً جَاثِيًا سَجَدَتْ نَوَاصِيهِ اِتِّقَاءَ غَرِيزَةِ الحَطَّابِ
* أَمْوَاتًا نُعيِلُ القَبْرَ فِي (وَادِي السَّلاَمِ) كَـ (حَيْدَرِ) المَجْدُولِ بِالْشَّرْيَانِ *
أَشْبَاحًا بِلاَ ظِلٍّ يُدَاسُ ، وَ لاَ يَدُوسُ * ضَرَاعَةً تَاهَتْ لأَنَّ اللهَ لَمْ يَحْفَلْ بِأَدْوَاءِ
العِرَاقِ * مَنَارَةً سُبِيَتْ وَ حَانَتْ سَاعَةٌ : (عَبَسَتْ وُجُوهُ القَوْمِ خَوْفَ المَوْتِ)
وَ العَبَّاسُ لَمْ يَضْحَكْ ، وَ لَمْ يَتَبَسَّمِ * هَمًّا لَنَا فِي ضَفَّتَيْهِ زَفِيرُ غُرْبَتِنَا العَتِيَّةِ ،
وَ الشَّهِيقْ .
(شَعْبَانُ) صَيَّرَنَا رُفَاتْ .. !!
IV
يَتَقَاطَرُونَ ؛
الفَاسِقُونَ السُّمَّ فِي عَذْبِ الفُرَاتِ ،
اللاَّهِجُونَ بِكَرْمَةِ التَّأْمِيلِ - مَا نَالُوا المُرَادَ - ،
العَائِدُونَ مِنَ الحُرُوبِ بِنِصْفِ أَطْرَافٍ وَ ثَقْبٍ فِي المَصِيرِ ،
الرَّاعِدُونَ كَقَفَّةِ الحُمَّى إِذَا خَطَرَ الظَّلاَمُ ،
العَابِثُونَ ، السَّاخِطُونَ ،
المُرْجِفُونَ – وَ مَا اِنْتَهَوا - دَوْمًا بِبَلْدَتِنَا الأَعَزُّ ،
القَائِمُونَ اللَّيْلَ مِنْ أَجْلِ التَّعَبُّدِ ؛
فِي النَّهَارِ يُمَارِسُونَ :
عِبَادَةَ الأَقْوَى | التَّقَارِيرَ | الرَّذِيلَةَ ؛ يَأْكُلُونَ أَخَاهُمُ وَ اللَّحْمَ مَيْتًا .
مِحْنَةُ الأَشْرَافِ فِي عَهْدِ البَغَايَا ،
بَهْجَةٌ سُرِقَتْ عَلَى غَيْرِ اِنْتِبَاهٍ ،
رَحْمَةٌ حَطَّتْ عَلَى سَقَمِ الحَيَارَى ،
دَرْدَشَاتُ الفَجْرِ ،
كُهَّانٌ يَلُوطُ الإِثْمُ فِي قُدَّاسِهِمْ سَجْعًا ،
غَرَابِيبُ القُلُوبِ العُمْيِ ،
عَاهِرَةُ السَّبِيلِ ؛
وَ يَا إِلَهِيَ كَانَ نَهْدُهَا ذَابِلاً ،
شَهْرُ المُحَرَّمِ ؛
جُلُّهُمْ كَانُوا يُحِبُّونَ (الهَرِيسَةَ) لاَ الحُسَيْنْ .. !!
V
يَتَقَاطَرُونَ ؛
طُفُولَةٌ نُخِرَتْ لأُبْصِرَ .
بَيْتُنَا المَحْفُوفُ بِالْصَّلَوَاتِ – كَانَ يَلُمُّنَا وَقْتَ الغَدَاءِ - .
حَقِيبَتِي وَ دَفَاتِرِي الأُولَى * دَوَاوِينُ المَعَرِّيّ * الجَمْهَرَاتُ * الرَّسْمُ بِالْكَلِمَاتِ
* سَيَّابُ الشَّنَاشِيلِ * الفَرَزْدَقُ * فِتْنَةُ المَاغُوطِ .. !!
أُمِّي ؛ أَوَّلُ المَاشِينَ فِي عَيْنَيَّ * آخِرُهُمْ * وَ أَجْمَلُهُمْ * وَ أَصْدَقُهُمْ وَفَاءً *
هَدْأَةُ السُّكْنَى * مَصَابِيحُ السُّؤَالِ * وَ غَايَةُ المَعْنَى الجَزِيلِ * بَرَاعَةُ النَّجْوَى
* وَ أَكْثَرُهُمْ حُضُورًا فِي جُيُوبِيَ * سِدْرَةُ المَأْوَى .. !!
صَدِيقِيَ ؛ لَيْسَ إِلاَّ وَالِدِي المَغْرُوسُ بِالْغَيْمَاتِ رَبًّا * لاَ يَنَامُ بِغَيْبَتِي رَغْدًا *
وَ يَمْنَحُنِي : الحَيَاةَ | غَوَايَةَ الشُّعَرَاءِ | مَصْرُوفًا * يَغُضُّ الطَّرْفَ إِنْ نَقَصَتْ
سَجَائِرُهُ * يُلَمْلِمُنِي * يُعَلِّمُنِي السَّعَادَةَ رَغْمَ حُزْنٍ يَعْتَرِيهِ * يُقَطِّرُ الإِبْصَارَ
فِي الأَحَدَاقِ .. !!
إِخْوَانِي ؛ سَرَايَا اللَّوْنِ وَ الأَمَطَارِ وَ الشَّغَبِ النَّبِيِّ * يُكَدِّسُونَ حَنِينَهُمْ
فِي طَيِّ أَمْتِعَتِي * يَنَامُونَ اِنْتِشَاءً بَيْنَ مَحْبَرَتِي وَ أَوْرَاقِ الغِيَابِ *
وَ يَحْرُثُونَ القَلْبَ كَيْ أَشْجُو كَنَاقُوسِ المَعَابِدِ * يُضْرِمُونَ حَرَائِقَ الذِّكْرَى *
أَرَانِيَ بَيْنَهُمْ كَالْظِّلِّ * إِخْوَانِي الحَوَارِيُّونَ أَعْشَقُهُمْ .. !!
VI
يَتَقَاطَرُونَ ؛
شَقِيقُ دَرْبِيَ وَ الدِّرَاسَةِ .. يُشْبِهُ الأَنْهَارَ فِي مَجْرَاهُ ،
صَاحِبَتِي الَّتِي قَرَأَتْ جُنُونِيَ مَرَّتَيْنِ بِلاَ اِهْتِمَامٍ ..
– قَدْ أَحَبَّتْنِي قَلِيلاً ثُمَّ نَامَتِ - ،
صَاحِبِي المَوْشُومُ أُغْنِيَةً بِثَغْرِيَ ؛ قَدْ تَوَارَى – كَالْمَمَاتِ – مُبَكِّرًا ،
وَ صَدِيقَتِي الأَبْهَى تُحِبُّ : البِيرَةَ | الأَشْعَارَ | تَرْبِيَةَ المَقَالِبِ ،
طِفْلَةٌ أُخْرَى تُنَاكِفُنِي – وَ صَارَتْ حِينَ حَلَّ الجَدْبُ مُرْضِعَتِي - ،
صَدِيقِيَ ؛ كَانَ يَقْلَقُ إِنْ تَأَخَّرَ حَيْضُ لَيْلاَهُ البَتُولِ ،
وَ آخَرٌ شُلَّتْ يَمِينُهُ مُنْذُ بَرْعَمَةِ الطُفُولَةِ ..
طَالَمَا كُنَّا نَخُطُّ عَلَى يَمِينِهِ ذِكْرَيَاتِنَا وَ الشَّتَائِمَ ،
ثَالِثٌ يَمْشِي عَلَى خَيْطِ التَّوَجُّسِ ،
رَابِعٌ يَبْكِي إِذَا جَنَّتْ عَلَيْهِ الحَالِكَاتُ بِلاَ نِسَاءٍ يَسْتَبِحْنَ مُجُونَهُ ،
وَ الخَامِسُ ؛ الوِدُّ الذِي يَغْفُو عَلَى كَتِفِ القَوَافِي ،
لَمْ يَكُنْ كَالْعَابِرِينَ وَ إنَّمَا صِنْوٌ يُقَاسِمُنِي الأَنَا .. !!
هَاهُمْ رِفَاقِيَ ؛ صُحْبَةُ المِعْرَاجِ وَ المَسْرَى ،
تَآخَوا عُصْبَةً .. يَتَقَاطَرُونْ .. !!
VII
تَتَقَاطَرِينَ ؛
كَأُمَّةٍ بَرَكَتْ بِوَسْوَاسِي .
وَحِيدٌ مِثْلَمَا دَوْمًا :
أَصُبُّ الضَّوْءَ فِي عَيْنَيْ ظَلاَمِيَ ،
أَدْفِنُ الأَحْلاَمَ فِي دُرْجِ التَّيَقُّظِ عَلَّنِي أَغْفُو بِلاَ أَضْغَاثِ قَاتِلَتِي ،
فَأَكْبُو تَارَةً ، وَ أَسِيرُ أُخْرَى ،
وَاهِمٌ إذْ قُلْتُ أَنَّ اللهَ غَافٍ فِي الغَرَامِ ،
وَ غَافِلٌ إِذْ قُلْتُ أَنَّ الخُفَّ يَشْكُو لِلْرِّمَالِ ،
مُكَبَّلٌ بِعَقَائِدِ التَّطْهِيرِ ، وَ الكَوْنُ اِنْتِخَابٌ لِلْنَّجَاسَةِ ،
سَابِحٌ وَ المَاءُ قَوَّسَنِي شِرَاعًا ،
بَاسِطٌ كَفِّي ؛ أُرِيدُ المَوْتَ أَطْلُبُهُ ..
فَيَخْشَانِي .. وَ لاَ يَدْنُو ،
نَبِيٌّ ؛ تَخْلُقُ الأَتْبَاعَ قَافِيَتِي ، تَشُقُّ البَحْرَ ، تَرْتَكِبُ الجِهَاتِ ،
مُسَافِرٌ أَبَدًا وَ رَاحِلَتِي هَوَايَ ، وَ قِرْبَتِي نَأْيٌ ، وَ أَنْوَائِي اِحْتِمَالٌ ،
أَقْرَأُ النِّعْنَاعَ وَ الشَّمْعَ المُذَوَّبَ فَوْقَ جَمْهَرَةِ النُّهُودِ الفَائِرَاتِ ،
أُزَاوِجُ الأَحْيَاءَ بِالأَمْوَاتِ فِي رَأْسِي ..
وَيُرْهِقُنِي الجَنِينُ ،
أَدُسُّنِي كَرَهَافَةٍ شَهَلاَ – قُبَيْلَ الفَجْرِ – فِي غَيْمِ النِّسَاءِ مُشَاغِبًا ،
أَصْحُو لأَغْفُوَ فِي رِحَابِ قَصِيدَةٍ أَزْكَى مِنَ الخَلْقِ اِجْتِمَاعًا ،
مُعْرِضٌ ؛ أَسْمُو ، وَ غَيْرِي غَارِقٌ فِي الذُّلِّ تَنْبِذُهُ الزَّوَايَا ،
وَاحِدٌ | أَحَدٌ | وَحِيدٌ مِثْلَمَا دَوْمًا :
وَ لَكِنِّي اِرْتَقَيْتُ وَ لَسْتُ مِمَّنْ يَسْجُدُونْ .. !!
VIII
تَتَقَاطَرِينَ ؛ وَ تُبْعَثِينَ :
بِجَفْلَتِي * قَلَقِي * وَ سُخْطِيَ * شَكِّ أُغْنِيَتِي * اِهْتِيَاجِ زَوَابِعِي
* كُفْرِي * وَ إِيمَانِي * اِنْبِعَاثِيَ فِي الأَزِقَّةِ كَالْنُّشُورِ * بِجُنْحِ لَيْلٍ لاَ يَمَلُّ
شِكَايَتِي * بِالْكَأْسِ * بِالْمَاعُونِ * مَنْفَضَةِ السَّجَائِرِ * سَاعَةِ التَّنْبِيهِ *
قَامُوسِ اللُّغَاتِ * بِمِعْطَفِي الجِلْدِيِّ * وَ الأَخْبَارِ * وَ الصُّحُفِ * الجِدَارِ .
بِكُلِّ كُلِّيَ ؛ تُبْجَسِينَ بِأَضْلُعِي العَطْشَى :
غَدِيرًا | جَدْوَلاً | نَهْرًا | وَ شَلاَّلاً مِنَ الأَوْهَامِ ..
- ضِعْنَا .. !!
- كَيْفَ ضِعْنَا .. !؟
- أَنْتِ أَخْبَرُ كَيْفَ ضِعْنَا ..
إِنَّمَا أَدْرِي بِأَنِّيَ قَدْ دَفَنْتُكِ سَالِفًا ؛
وَارَيْتُ مَشْهَدَكِ الثَّرَى ،
وَ أَقَمْتُ أَضْرِحَةً لِعِشْقِيَ فَوْقَ قَبْرِكِ ،
لَسْتُ أَفْهَمُ كَيْفَ خَاتِمَتِي تَجَلَّتِ فِي غَرَامٍ ..
بَيْنَ خَدِّيَ وَ اِرْتِبَاكِ الشَّاهِدَةْ .. !!
التَّوَى :
يَتَقَاطَرُونَ ؛
كَدَرْكِ وَمْضٍ بِالْحِجَا .
يَتَهَدَّجُونَ ؛
كَغُصَّةِ الخِذْلاَنِ فِي حَلْقِ التَّعِيسِ ،
كَدَمْعَةٍ فَضَحَتْ خَبَايَا الوَالِهِينَ ،
كَرَعْشَةِ التَّعْمِيدِ فِي جَسَدِ الصِّغَارِ ،
كَصَوْلَةِ الفِقْدَانِ فِي حَظِّ اليَتِيمِ ،
أُحِبُّهُمْ ، تَبًّا لَهُمْ ،
تَبَّ التَّذَكُّرُ .. سَوْفَ أَقْتُلُنِي لأَنْجُوْ .. !!
عَلَى الأَعْرَافِ :
دَثِّرْ قِيَامَتَكَ الجَلِيلَةَ بِالْسَّعِيرِ ؛
وَ زُفَّ لِلْدَّارِ الرَّكِينَةِ نَبْضَكَ المَسْجُوُرَ جَلْجَلَةً .
تَمَرَّدِ ؛ وَجْهُ غُرْبَتِكِ اِنْتِكَاسٌ لَسْتَ تُشْبِهُهُ ،
وَ رَتِّلِ سُورَةَ المُغْوِينَ تَذْكِرَةً :
سَلاَمٌ مِنْ إِلَهِ المَاءِ لِلْعَطَشِ القَدِيمْ .. !!
______________
1- النِّيلِيُّ : لَوْنُ النِّيلِ (الأَزْرَقُ الغَامِقُ) .
وَ هُوَ لَوْنُ الزِّيِّ المَدْرَسِيِّ لِلْطَّالِبَاتِ فِي العِرَاقِ .
2- سُوقُ السَّرَايِّ : سُوقُ الوَرَّاقِينَ كَمَا كَانَ يُسَمَّى سَابِقًا .
عُمْرُهُ يَزِيدُ عَلَى سَبْعَةِ قُرُونٍ .
يَتَّصِلُ بِـ (شَارِعِ المُتَنَبِّيّ) الشَّهِيرِ , وَ الَّذِي يُشَكِّلُ اِمْتِدَادًا لَهُ .
وَ كِلاَهُمَا رِئَةٌ لِلْمَعْرِفَةِ وَ الثَّقَافَةِ وَالأَدَبِ فِي بَغْدَادَ .
3- شَعْبَانُ : ثَامِنُ الشُّهُورِ القَمَرِيَّةِ .
أُسْتُخْدِمَ هُنَا كَإِشَارَةٍ لِـ (الاِنْتِفَاضَةِ الشَّعْبَانِيَّةِ)
عَلَى النِّظَامِ الصَّدَّامِيِّ الفَاشِيِّ فِي عَامِ 1991 مـ .
4-عَلِي الهَادِي : وَ هُوَ عَلِيُّ اِبْنُ مُحَمَّدٍ اِبْنِ عَلِيٍّ اِبْنِ مُوسَى
اِبْنِ جَعْفَرٍ اِبْنِ مُحَمَّدٍ اِبْنِ عَلِيٍّ اِبْنِ الحُسَيْنِ اِبْنِ عَلِيٍّ اِبْنِ أَبِي طَالِبْ ؛
الإِمَامُ العَاشِرُ عِنْدَ مَذْهَبِ الإِمَامِيَّةِ الإِثْنَيْ عَشَرِيَّةِ .
5- أَرْبِيلُ | إِرْبِيلُ | إِرْبِلُ : مَدِينَةٌ عَرِيقَةٌ .
مُحَافَظَةٌ عِراقِيَّةٌ . عَاصِمَةُ إِقْلِيمِ كُرْدِسْتَانِ العِرَاقِ .
أُسْتُخْدِمَتْ هُنَا كَرَمْزٍ لِلْمَنْطَقَةِ الشَّمَالِيَّةِ بِرُمَّتِهَا
فِي تِلْكَ الفَتْرَةِ العَصِيبَةِ .
6-وَادِي السَّلاَمِ : مَقْبَرَةُ النَّجَفِ الأَشْرَفِ فِي العِرَاقِ .
يُعْتَقَدُ بِأَنَّهَا أَكْبَرُ مَقْبَرَةٍ فِي العَالَمِ .
7- حَيْدَرٌ : اِبْنُ عَمِّي الَّذِي اِخْتَفَى بَعْدَ (الاِنْتِفَاضَةِ الشَّعْبَانِيَّةِ)
وَ دُخُولِ الجَيْشِ الصَّدَّامِيِّ إِلَى كَرْبَلاءَ .
وَ تَمَّ إِعْدَامَهُ لاَحِقًا . كَانَ يَبْلُغُ سَبْعَةَ عَشَرَ عَامًا فِي ذَلِكَ الحِينِ .
8- شَطْرُ بَيْتٍ لِـ (جَعْفَرِ الحِلِّيِّ) مِنْ قَصِيدَتِهِ (وَجْهُ الصَّبَاحِ) :
عَبَسَتْ وُجُوهُ القَوْمِ خَوْفَ المَوْتِ وَ الـْ ***
عَبَّاسُ فِيْهُمُ ضَاحِكٌ مُتَبَسِّمُ .
9- الهَرِيسَةُ : حَسَاءٌ يَحْتَوِي عَلَى الحُبُوبِ وَ اللَّحْمِ
يُطْبَخُ فِي العَاشِرِ مِنْ مُحَرَّمٍ بِكُلِّ عَامٍ
تَزَامُنًا مَعَ إِحْيَاءِ ذِكْرَى اسْتِشْهَادِ الإمَامِ
(الحُسَيْنِ اِبْنِ عَلِيٍّ اِبْنِ أَبِي طَالِبْ) .
وَ يُوَزَّعُ عَلَى النَّاسِ طَلَبًا لِلْمَثْوَبَةِ وَفْقَ المُعْتَقَدَاتِ السَّائِدَةِ .