الـمَجُـوسِيُّ يُـهَيّـِئُ نـَارَهُ - سعد الياسري

(نَهْجُ السُّرَّةِ)
لَنْ تَقْتُلَ القُبْلَةُ فَمِيَ ؛
فَقَلْبِيَ مُسْتَعِدٌّ لِدُخُولِكِ ،
لَكِنْ ؛
أُرِيدُهُ دُخُولاً أُسْطُورِيًّا ،
فَأَنَا الوَاصِلُ إِلَيْكِ مِنْ ذَيْلِ الصَّرْخَةِ ،
لاَ بُدَّ مِنْ حَنْجَرَةٍ تُطْلِقُنِي ،
لاَ بُدَّ مِنْ شَغَفِي بِكِ .
سَأُرَتِّبُكِ ؛
كَمَجُوسِيٍّ يُهَيِّئُ نَارَهُ ،
سَأَقْطَعُكِ بِأَصَابِعِي ؛
دُونَ أَدِلَّةٍ ، أَوْ نَبِيٍّ يَتْرُكُنِي فِي التِّيْهِ .
حِينَمَا أَصِلُ ؛
سَأُحَدِّثُ النَّاعُورَ عَنْ طَيْشِ الجِرَارِ ،
وَ سَأَغْفَلُ عَنْ خَجَلِكِ – كَمُحَصِّلَةٍ لِشَرْقِيَّتِكِ – ،
سَأَسْلُبُ مَا تَبَقَّى مِنْ عِفَّةِ الإِجَّاصِ .
لَنْ أَنْتَظِرَ كَثِيرًا ؛ حَتَّى أَقُصَّ عَلَى السَّيْلِ حِكَايَةَ العَنَاءِ ،
وَ أُوْقِفُنِي نَبِيلاً بِصَدْرِ الكَهْفِ ،
لأُعَلِّمَ ظُلْمَتَهُ الطَّعْنَ ،
وَ يُعَلِّمَنِي الحَقِيقَةَ ...
كَمَا عَلَّمَتْنِيَ وَجَاهَةُ الثَّلْجِ الخُشُوعَ ،
وَ نَهْدَاكِ عَلَّمَانِيَ العَبَثَ .
نَعَمْ ؛
أَنَا الكَائِنُ فِي عُنُقِ الكَوْنِ ..
اِحْفَلِي بِي ،
أَنَا المُمِلُّ كَعِظَةٍ طَوِيلَةٍ ..
رَتِّلِي تَوْبَتِي بِسُرْعَةِ الأَطْفَالِ ،
أَنَا المُسِيءُ كَحَوَارِيٍّ خَائِنٍ ..
اِشْنُقِينِي بِالْغُفْرَانِ ،
أَنَا الصَّلِفُ كَجَزِيرَةٍ لِلْعُرَاةِ ..
اِرْتَدِينِي خِمَارًا ،
أَنَا الطَّاعِنُ فِي الكَلَمِةِ ..
اِقْرَئِينِي ،
أَنَا المُمَزَّقُ كَطَرِيدَةٍ ..
كَونِي الشِّرَاكَ ،
أَيَّتُهَا الشَّفِيقَةُ بِحُلْمِيَ ؛
لاَ تَكْتَرِثِي بِسِوَايَ ،
أَنَا البَذْرَةُ العَارِيَةُ كَصَنَوْبَرَةٍ ..
وَ أَنْتِ فَصْلٌ شَفِيفُ الثِّيَابِ ،
لاَ تَتَأَمَّلِي غَيْرَ الدَّهْشَةِ ،
وَ لاَ تُضَاجِعِي أَقَلَّ مِنْ شَغَفِي .
لاَ تَمُوتِي دُونَ أَنْ أَنْتَهِكَ قَلْبَكِ بِالْوَجْدِ ،
وَ لاَ تَعْشَقِينِي قَبْلَ أَنْ أَبْكِي طَوِيلاً .
هَكَذَا ؛
دَرِّبِي قَلْبِيَ عَلَى اِشْتِهَائِكِ ..
وَ قَلْبَكِ عَلَى اِنْتِظَارِيَ ،
وَ اُرْسُمِي عَلَى جُرْفِ سُرَّتِكِ خَيْمَةً ؛
لأَخْلُوَ بِنَا حِينَ المَآبْ .. !!