لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ - سعد الياسري

I
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
لَمَا أَنْهَكْتُ فِي التَّرْحَالِ ظِلِّيَ ،
أَوْ تَقَمَّصَتِ القَصَائِدُ رَقْصَةَ الأَفْعَى لِتَعْصُرَنِي ، وَ أَفْنَى .. !!
II
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
لَمَا غَادَرْتُهُ سَعْيًا – بِإِحْبَاطٍ - أُتَرْجِمُ لَهْفَةَ النَّاجِينَ ،
أَتْبَعُهُمْ كَذُعْرِ الشَّاةِ إِنْ سِيقَتْ أَضَاحٍ لِلْخُرَافَةِ .
كُنْتُ قَبْرًا فِي الـْ (هُنَاكَ) أَخُوضُ تَجْرِبَةَ القِيَامَةْ .. !!
III
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
لأَنْبَتَ رَبُّ هَذَا الكَوْنِ (قُرْآنًا) عَلَى قَلَقِ الشِّفَاهِ .. وَ صِرْتُ آيَةْ .. !!
IV
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
لَصِرْتُ كَنَجْمَةٍ تَحْبُو عَلَى سَرْوِ الدُّعَاءِ بِثَغْرِ أُمِّي ،
أَنْتَمِي لِلْطِّينِ وَ النَّهْرِ العَتِيقِ ،
أُصَدِّقُ البُؤَسَاءَ إِذْ مَا أَقْلَقُوا غَفْوَ الإِمَامِ بِأَنْ : أَغِثْنَا .. !!
أُشْعِلُ النِّيرَانَ حِينَ يُخِيفُنِي وَهَجُ السَّمَاءِ ،
أَسِيرُ فِي وَسَطِ الشَّوَارِعِ ؛
لاَ بِرُكْنِ الأَرْصِفَةْ .. !!
V
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ يُلَمْلِمُ خَيْبَتِي الكُبْرَى ؛
لَنِمْتُ عَلَى تُرَابِهِ كَالْكَفَافِ عَلَى قُلُوبِ المُعْدَمِينَ .
لَقُلْتُ : دَثِّرْنِي ؛ فَلاَ إِخْوَانَ عِنْدِي ،
لاَ هُوِيَّةَ ، لاَ حِصَانَ ،
وَ لاَ حُدَاءَ أَزُفُّهُ صَوْبَ القَوَافِلِ ..
وَ اِتَّخِذْنِي عَابِثًا يَرْعَى المَتَاهَةَ وَ الظُّنُونْ .
لَخَذَلْتُ سَطْوَتَكَ الكَئِيبَةَ يَا جَلِيدْ .. !!
VI
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ .. قَلِيلٌ ؛
– مِثْلُ حَظِّيَ .. لَيْسَ أَكْثَرَ – ،
مَا شَهَقْتُ بِزَيْفِ (أُورُبَّا) ،
وَ لاَ يَمَّمْتُ لِلْمَجْهُولِ شَطْرِي .. !!
VII
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
لَحُزْتُ نُبُوءَةَ المَاضِينَ ،
أَوْ أَخْبَرْتُ قَوْمِيَ كَيْفَ يَلْعَقُ (إِرْمِيَا) نَدَمَ (المَرَاثِي) ،
أَوْ رَكَضْتُ مَعَ الوُعُولِ ..
لِنَشْوَةِ الفَصْلِ الأَخِيرْ .. !!
VIII
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
لَمِتُّ قُبَيْلَ أَنْ تَذْوِي بِحَنْجَرَتِي الكَمَنْجَةُ ،
أَوْ تَنَامَ قَصِيدَتِي ،
أَوْ رُبَّمَا حَتَّى قُبَيْلَ وَفَاةِ آخِرِ مُلْهِمَةْ .. !!
IX
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
سَأَعْرِفُ كَيْفَ أَقْرَأُ سُورَةَ الرُّمَّانِ دُونَ الخَوْفِ مِنْ عَسَسِ الإِلَهْ .. !!
X
لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ ؛
سَأَكْتُبُ حُزْنَ عَيْنَيْهِ اِنْتِحَارًا ،
ثُمَّ أَشْنُقُ غُرْبَةَ الصَّفْصَافِ فِي طِينِ السَّفَرْ .
لَكِنَّ لِي جُرْحًا كَبِيرًا – لاَ أَرَاهُ - ،
أُحِبُّهُ ؛ وَ خَشِيتُ أَنْ أَنْسَاهُ يَوْمًا ..
رُحْتُ أَنْقُشُ نَزْفَهُ فِي جَوْفِ أَضْلاَعِي :
عِـ ..... ـرَ ا قْ .. !!