دَاخَ البَنَفْسَجُ - سعد الياسري

إِهْدَاءٌ :
إِلَى كُلِّ (عِرَاقِيَّةٍ) ؛
قَضَتْ يَوْمَ (15 | كَانُونُ الأَوَّلْ | 2005) ..
فِي تَسْرِيحِ شَعْرِ (العِرَاقْ) .. !!
I
وَطَنٌ بِصَدْرِيَ يَا (أُخَيَّةُ) يَصْطَلِي ،
هَيَّا اِحْمِلِيهِ بِرِفْقِ أُمٍّ ..
وَ اُنْثُرِيهِ – بَرِيدَ مُشْتَاقٍ – بِذَا (الصُّنْدُوقِ) كَيْ يَهْدَأْ .. !!
II
شَهِقَتْ : (عِرَاقُ) ؛
فَمَالَ غَيْمُ اللهِ ،
وَ اِنْفَجَرَتْ جَدَاوِلُ رَحْمَةٍ مِنْ خَفْقَتَيْهَا ،
فَاحَ هَالٌ ..
وَ اِنْثَنَى جَسَدُ المَطَرْ .. !!
III
هِيَ مَا اِرْتَدَتْ هَذَا الخِمَارَ تَعَبُّدًا ؛
بَلْ كَيْ يَنَامَ بِدِفْءِ خُصْلَتِهَا الوَطَنْ .. !!
IV
شُدِّي السَّمَاءَ إِلَى رِيَاضِكِ ؛
أَنْتِ أَقْرَبُ ،
لَوْ تَشَاءُ (أُخَيَّتِي) ..
رَبَطَتْ بِخِنْصَرِهَا زُحَلْ .. !!
V
عَيْنَاهَا بَيْتٌ لاَ يَضِيقُ بِطِفْلِ أُغْنِيَتِي ؛
سَأَنْبُتُ تَحْتَ رَاحَتِهَا بَنَفْسَجَةً ،
وَ أُشْعِلُ رَأْسَ (مِنْسَأَتِي) ؛
اِحْتِفَالاً بِالْخَلاَصْ .. !!
VI
شُبَّاكُ تَأْمِيلِي (العِرَاقُ) ،
أَرَاهُ مِنْ خَلْفِ التِّلاَلِ مُهَيَّأً ،
وَ أَرَاهُ طُوفَانًا يُجَالِدُهُ النُّشُورُ .
يَقُومُ ؛ تَسْبِقُهُ الدِّلاَلُ ، وَ لَهْفَةُ المُتَصَافِحِينَ ،
أَرَانِي (سَطْرًا) فِي (قَوَائِمِهِمْ) أُرَبِّي العُرْسَ ،
يَخْدَعُنِي السَّرَابُ – كَعَادَتِي - ،
وَ أَعُودُ مَكْسُورًا لِكُوخِي المُسْتَكِينِ عَلَى نِهَايَاتِ المَدَى .
فَأَنَا المَسِيحُ يُسَاقُ لِلْصَّلْبِ المَجِيدِ ،
وَ أَنْتِ فِي كُلِّ الزَّوَايَا ..
وَ (المَرَاكِزِ) مَجْدَلِيَّةْ .. !!
VII
فِي أَيِّ عَهْدٍ ضَاعَ عُنْوَانِي .. ؟!
نَسِيتُ ؛ وَ لَسْتُ أَرْغَبُ بِالْتَّذَكُّرِ .
طُهْرُ مَبْسِمِهَا الجِهَاتُ ؛
وَ بَعْضِيَ المَفْتُونُ – طِفْلاً - فَوْقَ إِصْبَعِهَا يَنَامْ .. !!
VIII
دَاخَ البَنَفْسَجُ فَوْقَ إِصْبَعِهَا ؛
وَ تَاهَ الحِبْرُ فِي وَشْيِ البِلاَدِ ،
تَعَرَّشَ (السُوبَاطُ) مَا بَيْنِي وَ بَيْنِيَ كَيْ يَمُرَّ عَلَى سَجِيَّتِهِ العِنَبْ .
وَ تَسَاقَطَ الرُّطَبُ الجَنِيُّ عَلَى مُنَاوَرَةِ الخُطَى إِذْ مَا مَشَتْ ،
وَ تَنَهَّدَ النَّاؤُونَ أَنْ : (يَا لَيْتَنَا ...) .. !!
IX
تَعْوِيذَةٌ .. هَذَا البَنَفْسَجُ ؛
لَيْسَ إِلاَّ آيَةً نُسِجَتْ لِقَوْمٍ يَعْشَقُونْ .. !!
X
إِنِّي أَنِسْتُ النَّارَ يَا صَحْبِي ؛
سَآتِيكُمْ بِإِصْبَعِهَا المُوَشَّى بِالْبَنَفْسَجِ ،
فَاهْجَعُوا لِلْحُلْمِ مَأْمَلَةً .. لَعَلِّيَ بَالِغٌ .
هَلْ أَدْرَكَ اللاَّهُونَ سِرَّكَ يَا قَبَسْ .. ؟!