لَمْ أُشَارِكْهَا العِنَبْ - سعد الياسري

I
البَيْتُ لاَ يُغْرِي شَرَاهَةَ فِطْرَتِي ؛
كَانَ اِتِّكَالِيًّا عَلَى ذَوْقٍ غَرِيبٍ ،
وَ الطَّعَامُ بَدَا أَنِيقًا لاَ يَلِيقُ بِثَوْبِهَا ،
أَوْ فَلْنَقُلْ : كَبَقِيَّةِ الأَشْيَاءِ – أَيْضًا – لاَ يُكَرِّسُ نَشْوَتِي .
فَقَطْ ..
النَّبِيذُ أَرَاحَنِي ،
وَ حَفَاوَةٌ فِي صَوْتِ مُوسِيقَى تَهَادَى مِنْ بَعِيدْ .. !!
II
لاَ ثَوْرَةٌ فَرَكَتْ بَرَاءَةَ نَهْدِهَا ؛
لِيَمُرَّ كَيْدِيَ فَاتِكًا ،
لاَ دَيْمَةٌ عَبَثَتْ بِأَرْوِقَةِ القَمِيصِ فَأَرْتَوِيْ .. !!
III
كُنَّا نُهَادِنُ وَجْهَ خَيْبَتِنَا ،
وَ نَرْفُلُ فِي سُبَاتٍ ؛
أَحْمَقَيْنِ بِلاَ دِرَايَةِ رُبَّمَا ..
أَوْ رُبَّمَا كُنَّا كَذَلِكَ .. أَحْمَقَيْنْ .. !!
IV
هِيَ تَأْكُلُ العِنَبَ الَّذِيْ مِنْ أَجْلِ سَهْرَتِنَا اِشْتَرَتْهُ ،
وَ كُنْتُ أَشْجُرُ بِالْسَّجَائِرِ لَحْظَتِي ،
لَمْ تَعْتَرِضْ حَوْلَ الدُّخَانِ ،
وَ لَمْ أُشَارِكْهَا العِنَبْ .. !!
V
صَوْتُ الكَمَانِ يَحُطُّ فِي أُذُنَيَّ ،
أَشْهَقُ :
- كَمْ أَنَانِيٌّ كَمَانُ الرُّوحِ .. !!
تَشْهَقُ :
- كَمْ مُمِلٌّ أَنْ يَكُونَ اللَّحْنُ مَكْفُوفًا | ضَرِيرًا دُونَ دَفْ .. !!
VI
رَقْرَاقَةً كَانَتْ ،
وَ كُنْتُ مُهَذَّبًا ،
لَمْ تَقْتَرِبْ كَفِّيْ لِتَعْبَثَ بَيْنَ فَخْذَيْهَا ..
وَ لَمْ تَسْرُدْ عَلَيَّ حِكَايَةَ الحُلْمِ الأَخِيرِ .
غَبِيَّةً كَانَتْ ..
بِفُسْتَانٍ تُلَوِّنُهُ البَلاَهَةُ ،
لَمْ تُثِرْ شَغَفِي ؛
زَهِدْتُ بِكُلِّهَا .. !!
VII
هِيَ لَمْ تَكُنْ خَجْلَى فَيَذْبَحُهَا النَّبِيذُ ،
وَ لَمْ تَكُنْ مِغْنَاجَةً كَيْمَا أُشَيِّعُ لِلْخَلاَخِيلِ القَصِيدَةَ ،
لَمْ أَكُنْ شَهْمًا – بِمَا يَكْفِيْ – لأُشْعِلَ مَاءَهَا ،
كُنَّا نَفِرُّ مِنَ اِلْتِحَامِ الكَفِّ بِالْصَّلْصَالِ ..
نَنْتَظِرُ النِّهَايَةْ .. !!
VIII
- قَدْ كُنْتِ فَاتِنَةً ، سَعِدْتُ (صَدِيقَتِيْ) .
- بَلْ أَنْتَ كُنْتَ غَوَايَتِي الأَشْهَى (صَدِيقِيَ) .
هَكَذَا ؛ كَانَ الوَدَاعُ مُخِيِّبًا ..
وَ بِكَفِّيَ اليُمْنَى بَقِيَّةُ كَفِّهَا .. لَمَّا تَزَلْ .. !!