أَعَـادَتْ تَـرْسِيـمَ الـمَـعْنـَى بـِخَـلْخَـالٍ - سعد الياسري

(المَسِيرَةُ يَحُفُّهَا البَنَفْسَجُ)
I
مُتَشَابِكَيْنِ ؛
وَ المَدَى طَرِيقٌ حَبِلَتْ بِالْشَّجَرِ .
الجِهَاتُ لاَ تَعْنِينَا فِي العَادَةِ ،
وَ الوُصُولُ مُكَافَأَةٌ لاَ نَحْلُمُ بِهَا ،
نُرِيدُ أَنْ نَمْشِيَ .. مُتَحَرِّرَيْنِ مِنَ الإِرْثِ ،
قَابِضَيْنِ عَلَى اللَّحْظَةِ الهَائِلَةِ .. !!
II
فِي الطَّرِيقِ ؛
تَوَرَّدَ خَدُّ المَسِيرَةِ ،
إِذْ لَمْ يَكُنْ مَعْقُولاً كُلُّ هَذَا البَنَفْسَجِ .
أَمَّا هِيَ ؛ فَقَدْ أَزْهَقَتْ الحُزْنَ – كُلَّ الحُزْنِ عَلَى مَا أَعْتَقِدُ - ،
وَ طَفَقَتْ تُرَتِّبُ الهَوَاءَ بِشَالِهَا ،
وَ أَعَادَتْ تَرْسِيمَ المَعْنَى بِخَلْخَالٍ أُحِبُّهُ ،
فِيمَا تَرَكَتْ لِلْعَصَافِيرِ حُرِّيَّةَ الاِتِّكَاءِ عَلَى أُنْشُوطَةِ جَدِيلَتِهَا .. !!
III
يَاآآآآآهْ ؛
تَبْتَسِمُ إِلَيَّ بِحَذَرِ الطُّفُولَةِ ،
لاَ لِشَيْءٍ إِلاَّ لِتَعْرِفَ كَمْ مِنَ المَنَادِيلِ أَحْتَاجُ .
نَعَمْ .. نَعَمْ .. صَدِّقِينِي :
أَنَا لاَ أَحْتَاجُ لأَكْثَرَ مِنْ وَجْهِكِ وَ سِيجَارَةٍ كَيْ أَكْتُبَ " الوَرْدَةْ " .. !!
IV
فِي حِينِ أَنَّ الضَّوْءَ مَادَّةُ البَصَرِ ؛
كُنْتُ أُبْصِرُهَا مِنْ حَيْثُ أَعِرِفُ .
تُوْمِئُ إِلَيَّ بِنَظْرَةٍ لاَ تَعْنِي سِوَى السَّكِينَةِ ،
وَ أُخَبِّئُ فِي جَيْبِهَا سُنْبُلَتَيْنِ لِلْقَادِمِ .
صَرَخَتْ مَرَّةً : مُرَّ بِالْحُقُولِ أَيُّهَا السَّاقِي .. مُرَّ ،
فَلَمْ أَفْعَلْ غَيْرَ أَنْ شَدَدْتُ ثَوْبَهَا ...
وَ جَفَّفْتُ بِأَكْمَامِهِ مَا خَلَّفَهُ النَّأْيُ عَلَى حَدَقَتَيَّ .. !!
V
هَكَذَا ؛
لَمْ أَكُنْ جَدِيرًا بِالْصَّمْتِ ،
كُنْتُ أَقُولُ كُلَّ مَا يُمْكِنُ أَنْ تَقُولَهُ البُحَيْرَةُ لِبَجَعَةٍ .
وَ هَكَذَا – أَيْضًا – لَمْ تَكُنْ قَادِرَةً عَلَى البُكَاءِ ،
إِذْ قَالَتْ كُلَّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَقُولَهُ الرَّغِيفُ لِجَائِعٍ .
الأَمْرُ بِبَسَاطَةٍ كَانَ أَشْبَهُ بِمُنَاوَرَةٍ ؛
لَمْ تَنْتَصِرْ – فِي النِّهَايَةِ – سِوَى الطَّرِيقِ ،
تِلْكَ الَّتِي تَشَابَكْنَا عَلَيْهَا ،
وَ تَوَرَّدَ خَدُّ المَسِيرَةِ ... إِلَخْ .. !!