صلاة الوثني - إلى عبدالرحمن منيف - سعدي يوسف

يا رَبَّ النهــرِ ، لكَ الحمدُ :
امْـنَـحْــني نِــعْـمةَ أن أدخلَ في المــاءِ …
لقد جفَّ دمي
ونشِــفتُ ؛ قميصي رملٌ ، وشفاهي خشبٌ
حتى حُلمي صار طوافاً في مَـذأبةٍ صفراءَ …
امنَحْـني ، ياربَّ النهرِ
كِـســاءَ النهرِ ،
لكَ الشكرُ
لكَ الحمدُ
فـمَـنْ لي غيرُكَ ، يا عارفَ سِــرِّ الماءْ ؟
…………...
……………
……………
يا ربَّ الطيرِ ، لكَ الحمدُ :
امنَـحْـني أنْ أتَـقـرّى بين يديكَ جناحَ الطيرِ
امنحْـني نِـعمـةَ أن أعرفَ نبضَ قوادمِـهِ وخوافيــهِ
وأنْ أدخلَ فيهِ …
لقد أُوثِقْـتُ ، سنينَ ، إلى هذي الصخرةِ ، يا ربَّ الطيــرِ :
أدِبُّ دبيباً
وأرى كلَّ خلائقِـكَ ارتفعتْ نحوَكَ تحملُـها أجنحةٌ
إلآّيَ …
امنَـحْـني ، يا ربَّ الطيرِ ، جناحينِ !
لكَ الشّــكر …
……………
……………
……………
يا ربَّ النخلِ ، لكَ الحمدُ :
امنَــحْــني ، يا ربَّ النخلِ ، رضاكَ ، وعفوَكَ :
إني أُبصِـرُ حولي قاماتٍ تتقاصَــرُ
أُبصرُ حولي أمْـطاءً تَحدودِبُ ،
أُبصرُ من كانوا يمشونَ على قدمينِ انقلبوا حـيّـاتٍ تســعى …
يا ربَّ النخلِ ، رضاكَ وعفوَكَ
لا تتركْـني في هذي المحنةِ
أرجوكَ !
امنَـحْـني ، يا ربَّ النخلةِ
قامةَ نخلةْ …