محاولة أولى في الضباب - سعدي يوسف

أنهَرَ الصبحُ…
جاوزتِ الساعةُ العاشرةْ
غيرَ أن الضبابَ الذي رَقَّ ، ينسجُ أثوابَه الآنَ ،
يجعلُ حتى أعالي الشجرْ
بِضعةً منهُ ،
يجعلُ حتى الستائرَ لوناً خفيّاً ويمضي بها نحوَ أمواجهِ الثابتةْ .
……………….
……………….
……………….
أيَّ لونٍ أرى؟
أيُّ مسطرةٍ للتدرُّجِ أرقى بها أو أُتابعُها ؟
أيَّ ثلجٍ ألامِسُهُ ؟
أيَّ مِلْحٍ أذوقْ؟
………………
………………
………………
سوف أغمضُ عيني وأفتحُها :
ايها العشبُ
يا أيها العشبُ
يا ايها العشبُ
كُنْ ثابتاً ، يا حليفي ، ثباتَ السّرابْ !
* أنهَرَ ، فعلٌ منحوتٌ قياساً ، معناه : صار الصبحُ نهاراً .