نصيحة متأخرة - سعدي يوسف

قالَ : إنْ ضاقتْ بكَ الغرفةُ ، فلْتنظرْ عميقاً في السماءْ
أنتَ لن تخسرَ شيئاً ؛
فالخساراتُ التي حدّثتَني عنها ( وكنّا نقطعُ الغابةَ )
صارتْ عَجنةَ الصلصالِ في كفّيكَ ...
صارتْ خطوةً تاليةً .
ما نفْعُ أن تجلسَ في الغرفةِ مقروراً ؟
وما نفعُ الأغاني آنَ ما تسمعُها وحدَكَ ؟
أنصِتْ لأعالي الشجرِ الأجردِ
أيّانَ تهبُّ الريحُ ،
أنصتْ للشبابيكِ التي توصَدُ يوميّاً ولا توصَدُ
أنصِتْ للسكون ...
.............
.............
.............
أنتَ من علّمَني هذي الأحابيلَ
فما طَعْمُ الكلام ؟