نار الحطابين - سعدي يوسف

منذُ ثلاثةِ أيامٍ ، يَتَنزّلُ هذا المطرُ …
الشجرُ الأجردُ يلبسُ ثوباً أسودَ / أخضرَ ،
حتى اسمُ الشارعِ في اللوحةِ يمحوهُ الطحلبُ ؛
ماءٌ في القرميدِ
وشمسٌ في المخطوطاتِ وفي كتبِ اللغةِ …
الليلةَ زارتني أرواحٌ إغريقيّاتٌ :
قُمْ !
وانفضْ عنكَ دثارَكَ …
واحملْ في التيهِ المائيّ ، عصاكَ
اركضْ !
.........
.........
.........
ثمّتَ ، في ذاك المَرْجِ ، مرايا ذائبةٌ
وفِراءٌ
وخيولٌ ترعى أعشابَ القاعِ ؛
اركضْ !
سوف ترى يوماً ما
حتى لو كانت رَجْما
نارَ الحطّابينَ ...
اركضْ !