مشهد مشوش - سعدي يوسف

ريحٌ ...
كأنّ الطائراتِ تُغِيرُ عن بُعدٍ ؛
كأنّ عزيفَ جِنٍّ في محيط الغابةِ
الأشجارُ ترتطمُ ارتداداً وارتعاداً وابتعاداً عبرَ ما كان البحيرةَ في زجاج الشرفةِ .
الآنَ ... المساءُ يجيءُ مقروراً ، رصاصيّاً . طيورُ البحرِ غابتْ في الأساطيرِ.
السقوفُ تنوءُ بالقرميدِ ، توشكُ أن تطيرَ طليقةً والريحَ . آخِرُ ما تساقطَ
من وريقاتِ الخريفِ مضى ودوْرتَهُ . أ ساحةُ قريةٍ أم مشهدٌ في السينما للصمتِ؟
حلّقَ طائرٌ من آخر البستان منعطِفاً ومنخفضاً كمقذوفٍ من الفَخّارِ ...
أروقةُ المساءِ تغيبُ
.....................
.....................
.....................
ريحٌ
والسّماءُ بلا سماءٍ
والمَمَرُّ إلى الطريقِ بلا ضياء ...