نبتة الآس - سعدي يوسف

إذاً ، كيف تمضي إلى آخرِ الدربِ ؟
( أعني إلى حانةِ الشاطيءِ )
اليومَ كان المطرْ
والضبابْ
يُغِيْمانِ حتى تهاويلَ ساحَتِكَ :
السّهمُ ( وهو المؤشِّرُ ) غابَ ،
السبيلُ الذي كنتَ تسلكُهُ بين بابكَ والسّاحةِ
اندلقَ الآنَ بين السيولِ
(الحقيقةُ : كان السحابُ كثيفاً )
وأدركتَ ، في بغتةٍ ، أنّ كلّ المساءِ الذي كنتَ ترتابُهُ
هابطٌ ( لا كما كنتَ عُوِّدتَهُ )
إنهُ
هابطٌ كالحجرْ
ألشجرْ
غائمٌ
والمطرْ
عائمٌ في الذهول ...
الخرائطُ ( تلك التي كنتَ تنأى بها ، وتسافرُ في نورِها )
انتقعتْ مثلَ صَنْدَلكَ ؛
( الآسُ نبتٌ غريبٌ )
..................
..................
..................
إذاً ، سوف تمضي إلى آخرِ الدربِ
تمضي ورائحةَ الآسِ
تمضي