محاولة ثانية في الضباب - سعدي يوسف

تغيبُ الخيولُ عن العشبِ ؛
لم يَعُدِ العشبُ مرأىً …
بياضٌ من الأرضِ مُصّاعدٌ
وبياضٌ من الماء مُصّاعدٌ ،
والمراكبُ ( تلك التي تصلُ النهرَ بالبحرِ )
غابتْ عن النهرِ قبلَ الخيول ،
وأسيِجةُ الحقلِ غابتْ
ولم يبقَ في اللوحةِ المستفيضةِ إلا أعالي الشجرْ …
إذاً ، كيف نمضي؟
المسافةُ بين الطريقِ ومنعطفِ القريةِ الآنَ
مثلُ المسافاتِ بين السماءِ وأوراقِنا …
والنهارُ الذي نحن فيهِ ، يكون النهارَ الذي لم نَعُدْ نحن فيهِ ،
…………….
……………
……………
الخيولُ تغيبُ عن العشبِ
هادئةً في الضّباب …