قتل فرهاد عثمانوف؟ - سعدي يوسف

عند محطّةْ
عند محطةِ مترو
عند محطةِ مترو آكْتِنْ تاوْن
أعني:Acton Town Tube Station
تحديداً…
أقرأُ : Who killed Ferhad Usmanov?
أنا لم أسمعْ باسمكَ يا فرهاد
لم أسمعْ ، من قبلُ، بفرهاد عثمان
( عثمانوف! )
لكني أسمعُ في الليلِ الليلِ ، دويَّ الغاراتِ
بقاراتٍ تتراءى مائجةً في لُججٍ وأعاصيرَ وأدخنةٍ
أسمعُ زخّاتِ رصاصٍ
والصوتَ السرِّيَّ لإطلاقةِ كاتمِ صوتٍ
أسمعُ أبواباً تُخلَع في أحياء الغرباءِ
وأسمعُ أحياناً صرخةَ طفلٍ…
...........
...........
.........
أنا لا أعرفُ كيف أُناديكَ ،
وأيَّ رياحٍ سأُحمِّلُها صوتي كي تصلَ الرعشةُ ...
هذا الليلُ طويلٌ ، يا فرهاد
سأظلُّ ، إذاً ، أبحثُ عنكَ...
ومَن يدري...، قد نبلغُ ، في مَسرانا ، بغداد
أقولُ: القارةُ، أمستْ ، في هذا الليلِ، القريةَ
نعرفُها درباً درباً
نعرفُ فيها الساكنَ والمسكنَ
والمنبعَ والأشجار
ونعرفُ أيَّ فتاةٍ ترقصُ
أو أيَّ فتىً يرتجلُ الأشعار...
لكني ، مثلك، يا فرهاد
لا أعرفُ من أين تجيء رصاصاتُ السُّمِ
ومن أيّ كهوفٍ قبل التاريخِ يجيء الإنسانُ- الذئبُ
ويندفعُ الإعصار...
...........
..........
..........
فلْترقُدْ يا فرهاد
ارقُدْ
واتركْني في وحشةِ هذا المسعى
في وحشةِ هذي الأشعارْ