المغيب - هادي المنصوري

عن ظلام اللّيل يشغلك المغيب
حق لو تظلم بعد وقت الغياب

وش على وجه السما لو هو شحيب
دام نور الشمس خلاّها وغاب

ما بلوم الدمع لو أبطى يثيب
وما بلوم المزن لو عاف السحاب

إذرفي يا عين من دمع النحيب
بعد ما حزني على الضلعين ذاب

عاد جرح العام في صدري رقيب
وإنكتب لي جرح ثاني بالحراب

يا دبي إن جيت في طاري الحبيب
أشهد إني ما بوفي راس ناب

حار شعري في دجى العلم المريب
ما أحس إن الرثى يكفي كتاب

آه يا قصرٍ ملا زعبيل طيب
وإنسكب وسط الامارات إنسكاب

من بَعَدْكْ السور في حالٍ صعيب
زعزع البنيان أساسه في التراب

وإنت يا حد الجفن ما هوب عيب
لو مشى دمعك على الشيخ المهاب

شيخٍ أبلغ مْن عبارات اللبيب
وأصلب مْن الصخر في روس الهضاب

وأعذب مْن الشهد في عين الربيب
وأوضح مْن الماي في عرض السراب

وأكرم مْن الشوق في صدر الغريب
وأثبت من الصرح في وجه الصعاب

إنبنى له مجد من فعلٍ عجيب
وإنكتب له فخر في عز الشباب

يعل داره في جنانك يا مُجيب
ينفتح له من جنان الخلد باب

بين حور العين وأنهار الحليب
يهتني فيها على حسن الثواب

عند جنّة ( زايد ) و ( راشد ) قريب
يا إلهي ليت دعواتي تُجاب

والوصية دون شك و دون ريب
في يمين اللي يقدّيه الصواب

في يمين الوافي الحرّ النجيب
أبيض الكفين قهّار الخراب

مْحمد اللي لو نوى العليا يصيب
رايه الصايب أبد ما يوم خاب

عند ذكره كل علمٍ به يطيب
و في حضوره تصبح الضيقه رحاب

والظلام إن كان أوله المغيب
في شروق الشمس يجبره الذهاب

مثل حزن دْبي في فرقى الحبيب
تسأل محمد .. وتلقى به جواب