شرفة هاملت - 2 - سعدي يوسف

هنا ، كان رُوزِنْكْرانْتْس واقفاً :
لم تكنْ شُرفةً ( مثلَ ما ألِفَ الناسُ ، أو مثلَ ما جاءَ في الكتُبِ ):
البحرُ هاويةٌ
وهيَ كانتْ مَطَلاًّ على الهاويةْ
لكنّ روزنكرانتس يراها كما قد يرى البرزخَ
( النقطةَ الصِّفْرَ بين الحياةِ وأُقْنُومَةِ الزاويةْ )
كان روزنكرانتس يراقبُ ما يقذفُ البحرُ
ما يتكسَّرُ من سُنَنٍ أو سفائنَ
يَرقَبُ بَحّارةً
وقَباطِنَةً
ينزلونَ هنا
يرحلون ، مع الفجرِ ، أو في ليالي العواصفِ عاتيةً ، من هنا .
آهِ روزنكرانتس !
أنتَ تصنعُ ، من كلِّ ما قد ترى فيهِ أسئلةً ، مسْرحاً
( ولْيَكُنْ مثلَ ما شئتَ أن يتبدّى، بسيطاً )
غيرَ أنكَ ممتحَنٌ ، يا صديقيَ ، هذا الصَّباحَ:
سفينةُ هاملت ألقتْ مَراسيَها
الآنَ...
والمسرحيّةُ لم تبتديءْ ، بَعدُ
...........
...........
...........
ألمسرحيةُ لم تبتديءْ ، بعدُ
فَلْتَكشِفِ السِّرَّ ، روزنكرانتس :
أتكونُ انتهتْ ؟