نادل الليل - أحمد التيمان

صكّ باب الفرح .. يا نادل الليل !
وافتح لذكريات العام بوّابه !

لو تكرّمت ؛ لا تشعل قناديل
خلّ دمعي يهلّ ، وينعي احبابه ..

جفّ هذا المساء ، والذاكرة سيل
كل ما سال يجرفني على بابه

كم سهرنا على حلو التعاليل
وافترشنا الأديم وناعم ترابه

ما شكينا من هموم وغرابيل
الأحاسيس تتباين ، وتتشابه

كان عطر اللّقا بارواحنا هيل
كنت احبّ الخجل بِ حكاه وعتابه

كان ينزف وفا .. ما يعرف الميل
كنت اشمّ الحنين بريحة ثيابه ..

كنت بعيونه السمر المضاليل
آتفيّا عن الحساد باهدابه

(غيبة ابريل) .. ما هي (كذبة ابريل)
شوف عيني خذاه الوقت واقفا به

باذر العام ما نال المحاصيل
ما له الا صبر قلب ايتحلّا به

كان في غصن ذاكرتي تفاصيل
طاحت من الزمان ، وعاتي غيابه

في غيابه .. نزل دمع المراسيل
ما لقت ظرف يسترها وتلجا به

المدامع .. روت عطشى المناديل
والملامح .. سراب ازوال كذّابه !

مرّ ليلي شجن .. يا نادل الليل
طاري الغايبين - الحين - وش جابه !

راحوا الناس ، واشتدّ المطر حيل
خلّ حزني معاي .. آموت واحيا به

لي (عمر) ضاع في ضول المقابيل
من يردّ (العمر) - يا ضول - لاصحابه !!