الحجر الصقيلي - شاكر لعيبي

حجرٌ يقول إلى حجرٍ
حدثني عن ماضيكَ
ويحلم، فجراً، تحت وطأة الفجر الصقيلي
حجرٌ يهذي تحت ثقل الجذوع الملفوعة بالنار الأزلي
الماء كريمٌ يترجرج في اليد
والهواء النوّاح يـتوغل في عروق الأميره
النائمة في الضفة الهاذية الأخيره
من العالم البحري
ضفائرها الطويلة المسواةْ
تطفو في غبطة المياه الوثيره
الموت والحياةْ
ينامان في حجرتها المضاءة بالتماعة الزيتونِ
الصحو والسباتْ
يتناوبان النظرْ
إلى مهدها الرعويْ
المترنح مع قوارب النجاةْ
كم تسلقت العنـزة السوداء سلمها الجبلي
كم تمايل الريحان ثملاً في خضرة عينيها
لكم سيظل العقل السعيد مهاجراً في ليلها
الدمعة تلمع في عين الغزالْ
الممكن والمحالْ
يتزاوجان في القفص المشرع على البحر
الحلو والمرْ
يأكلان في صحنها الخزفي
النبيل واللئيم
يتقاسمان شفتيها
يتقاسمان رمانتها المفطورهْ
البحر والمعمورهْ
يسوّيان سكِّينة الأبَدِ من جسدها
فوق مهدها وفوق لحدها
تضيء فوانيس الإغريقْ
ترفرف أخطاء العرب
الفرحة والكربْ
يقبعان في حاجب السيدة الحزينه
القابعهْ
في كهفها البحري
حجرٌ يحدِّث حجراً عن ماضيه
الصياد والصقر يسهران على الحجر الكريم
الصياد يغرق في زرقة السماء
وعين الصقر تسيلْ
الكثير والقليلْ
يتقلبان على سريرها
الألم القوي يبكي أمام شاهدة الهواء العليلْ
الرجس والطهارهْ
ينقشان في قلبها ذات العبارهْ
الحذاقة والغرارهْ
ينبثقان في دمعتها الشمسية الفوّارهْ
آه أيها الزنجبيلْ
الفواح في ثيابها
آهٍ يا أيها الفيل
المتبسم لانبعاث الأمير من الرماد والإمارهْ
في ثوب الحدادْ
آه أيها الماضي
الذي يجرح قلب العشبة في الوادي
آه أيها الماضي الذي يعض على إصبعه ندماً
الذي يأكل قلوب العاشقات الرومانيات الخارجات من الحمّام
أيها النهر الذي يشيخ مبكراً في منفاه الغريـنـي
أيها الماضي
أيها الماضي
أيها الماضي
أيها الماضي
أيها الحجر الصقيلي