خيوط العناكب - صباح الحكيم

سارت الأنهار..
تعزف على أهداب قيثارة شاردة
ألوان الشجون..
نسجتها خيوط العناكب
على ضفاف روح بريئة
نهشوها كعروسٍ في ليلة زفافها
هاجت بها وحوش همجية
استباحوا ضفائرها بطين ماجن
و رموها أشلاء تأكلها الذئاب من كل جانب
و عجت رياح آثمة
على نسائم المساء الهائمة
و فراشات ناعسة الجفون
في أحضانٍ..
حوتها قطرات دفء ناحلة
فوق أجنحة السكون...
غطتها رياح رمادية
أتتها دون خفق الذاكرة
بلا هوادة...
وضعتها في ألواح مترامية الأطراف
جعلت منها شتاتا على سفح شاطئ أخضر
ماجت بها أيادي خبيثة
جعلت من روحها المقدسة
بقايا رفات مبعثرة
هي الأزهار تنام و جفونها مفتوحة
كالأضواء تخترق الوجود
لا يغفو صداها
تسير في ركب الأماني المشرقات
مهما ضجت بهم الغمام
مهما غطتها الغبار
هي سائرة في ركب التحدي
على شفاه الجراح
لن تموت