ما تبقى منه شَيْء - صباح الحكيم

أيها الليل تنحى
صرختي و الحقَّ أقوى
صلبت في كل ممشى
في المساجد
في الكنائس
والمعابد ..
صرختي في كل هامش
لا أهاب الطامعين
لا أخاف الموت كلا
سوف أمضي في وجوه المارقين
أتحدى الغاصبين
تائهٌ بالأفق أشكو يا معين
كيف صرنا يا إلهي خائفين
نمضغ الأوجاع نسكت طائعين
نجرع الأقداح سُقماً خلف سُقمِ
و عيون الدرب عطشى
كيف نرضى
إن سكتنا ..... العدل أعشى
قادنا للذل كافر
سالب همس السرائر
غارقٌ في الخمر ..جائر
يصدرُ الأحكام يبصم باليدين
راكعٌ للكفر لكن
لحقوق الشعب أعمى
كيف نسكت
كيف نرضى
حاكم و الذل قابع
في اعتناق الرجس باسق
في هلاك الشعب قانع
آمِراً بالنهي و الشعب فقير
يصدر التقرير مرتاح الضمير
فوق نعشٍ نقشوا اسم الأمير
و إذا الجحش كبير
طاح بالدولار نهشا
حلمه أكواب خمر
غانياتٌ و صكوكٌ
بئر بترول كروش
وعباءات حرير وعروش
هكذا حقق مجداً
فوق أكتاف الحمائم
و طيور خبزها كدحٌ و ضنكٌ
قد أتى ما كان يبغي ... يتمنى
أنقذوني من عذابي
أخبروني
كيف نسكت للأرانب
كيف نرضى بالثعالب
نهشت من كل جانب
تستزيد النزف نزفا
كيف نرضى بالمتاعب
وجع في الصدري أغشى
يا إلهي .. ألمٌ في القلب أفشى
صاح يبكي يتلوى
ما تبقى منه شيء
غير رايات على التراب تشقى
وأنا بالدمع أسقى
و حروف فيها رعشا
وطنٌ قد صار قشا
ما تبقى غير أشلاء الوطن
وعبدنا بعده كل وثن
والجميلات غدت للذئب تسبى
وغدا الحاكم جزارا وذئبا