ستون عاما - صباح الحكيم

يا رب عفوك إن شكوتك حرقتي
وطرقت بابك مفعم الإيمان

إن الغزاة على الحياض تأمروا
وتدبروا كيداً لنا بسنان

من أقبح الأعراق جاءوا كلهم
وشعوبنا صارت بلا أوطان

تسري إليك لوا عجي وشكايتي
ترجو النجاة لعزة الإنسان

أنا في مناجاتي يخالطني الهنا
أنت الدواء إذا شكت أحزاني

القلب مفتون وأنت حبيبه
فاغفر إذا قصرت فيك لساني

سعدي بقربك جنة فينانة
فإذا مددت يدي فأنت تراني

إني أتيت وفي فؤادي لوعة
ومصاب قومي يعتلي أشجاني

في القدس تذبح أمتي ومصيرها
يا رب أنقذها من الطغيان

ستّون عاما أنت تعلم شأنها
مرت على الفتيات والفتيان

هم شردوا والموت يسكن بينهم
أولم يكونوا أشجع الشجعان

القدس رب الكون تدري أنها
عربية من أقدم الأزمان