لماذا عدتَ يا الجاني؟ - صباح الحكيم
لماذا عدتَ يا الجاني
و قلبكَ ليس يهواني
فكم أنكرتَ أيامي
و ترجو اليومَ تحناني؟
أحقاً عدتَ مشتاقا
لدفءٍ بينَ أحضاني؟
لأنغامي التي تهوا
كَ عمراً فيه تنساني
أم الأشواق تعزفها
جزافاً عندَ شطآني؟
و تدرك أنكَ الدنيا
كذلكَ عطر بستاني
و كم بِهواكَ غارقة
فيا أهلي و خلاني
و أنت النور و السلوى
إذا ما الدهر أبكاني
و حبك يا شقيق القل
ب في النيران ألقاني
أتيتُ رباكَ شادية ً
تسامت فيكَ ألحاني
و همسك يا ربيع العم
ر تحيا منه أفناني
تغيب و أنت لا تدري
لكم أهواكَ يا الجاني
أحلمٌ جئتني يوماً
لتغفو بينَ أجفاني؟
و صرتَ الفرحة الكبرى
كذا أضحيتَ أكواني
و آهٍ منكَ يا قلبي
سكوبٌ رغم حرماني
و تعلمُ أنه غنى
على رقص الهوى الحاني
فيا قلبي ألا تسلو
حبيبا غير إنساني؟
و كم ساءلتُ يا نفسي
و يا من بتَ وجداني
أيأتي دوحتي قلقاً
ليشدو فوق أغصاني؟
فعادَ اليوم مختلفاً
كأنه صار يهواني
و قد أصبحتَ تواقاً؟
لجلناري و رماني
أنا لا أبتغي عطفاً
و لستَ تحب ريحاني
أنا الأشعار تكتبني
أليس الحب إيماني؟
كفى باللهِ غادرْني
و دعني بين أحزاني
أصوغ القلب أغنية
و أبكي عمريَ الفاني
أُصَيرُ خافقي نغماً
لطيفٍ زار أجفاني
تسللتَ كالندى و صرت الأسى