لا لن تفارق مهجتي - صباح الحكيم

أقبلْ و خذني من هتون عذابي
و ارشف كؤوسي عاطرَ العنابِ

قرب وأطربني بآياتِ الهوى
فنسيمها قد ذاب في أهدابي

لا ترتدِ الأعذار تنأى و النوى
يمحو لحاظ الود من أكوابي

فالقلبُ يشقى من فراغٍ قد حبا
يملي بذات البين سطر كتابي

حلمٌ تهادى في فؤادي و الرؤى
فاخضر وجدي، مثلما الأعشابِ

لا لن يفارق مهجتي مذ جاءني
فودادهُ قد نال منه شرابي

أنا لست أهوى في حياتي غيرهُ
فهواهُ بلسم خافق مِطرابِ

ظمأى كؤوسي من تباريح الجوى
ويذوب رمشي شاحب الأطيابِ

يا منيتي والنوم بين جوانحي
مثل الفراشة رف في أتعابي

أنا من غياثك ارتوي في غربتي
فعصير وجدك منعشٌ لعذابي

يا رب فارحم مقلتي جفت على
محبوب قلبي و الجوى أودى بي

ولها يعذبني الحنين و خافقي
يلتاع شوقا لو دنا محرابي

آهٍ من الأشواق عذبا سائغا
ينساب قطرا من صفي سحاب