شذا كل حرف - صباح الحكيم

نشقتُ شذا كل حرف قريبِ
سرى في فضائي بطيبٍ رطيبِ

سمعت الدُعاءَ و نبضاتِ قلبٍ
إذا ما دعاني دعاني بطيبِ

فمن لي سواك يصون ودادي
إذا مالَ ظليَ نحو المغيبِ

فيا نور عيني تذكر بأني
مضيت إلى حيث فيه نصيبي

أنا قد مضيت لدار قراري
فلا تبكِ إني جوار الحبيبِ

فقد بتُ أرقب طول حياتي
أخوض فضاءَ السميع المجيبِ

و عشت بأرضٍ كرهت هواها
و ما في ثراها شموخ الغريبِ

و كنت أماشي الزمان ونفسي
كقبرٍ عميق الشجون كئيب ِ

أبثُ الوجود بأنغام قلبي
لكي ما أواري شقائي نحيبي

فيا ابنيَ إني بدارِ خلودي
بدار النقاء الرحيب الرحيبِ

سألتك باللهِ ألا تنوء
و رتلْ دُعاءً بذكرِ الطبيبِ

ففيه الدواء و فيه الشفاءُ
لِجرح بقلبك دام كثيبِ

و لا تبكِ إلا لذكرِ الإله
و لا تكترث بالقضاء المصيبِ

وعش طيبا تحظ بالمكرمات
وتجن مودة كل القلوب

و كن كالصباح يشع ضياءً
لكل بعيد و كل قريبِ

رعاك الإله و صان خطاكَ
لتبقى جمالَ الوجودِ الكئيبِ