السجن / عنبر 8 - تركي حمدان العنزي

إضاءة :
حين يكون السجن بمساحة وطن ، فما حال
ابراهيم خير من حال سارة
بلاد حكمت رجلا بها فأضاعها الرجل ُ
بواد غير ذي زرع ، شكت من بؤسه الابل ُ
أكاد الآن فيه أضل ، لولا انني ثمل ُ
رغم قيدٍ من نحاس ،
ورغم ريح من مقابر
لايزال العم " صابر "
يبتسم للياس !
لكنّ الرطوبه
تجرح احساس الوسايد ،
والمح الحراس في صدر الجرايد
يطحنون الوقت ،
كان الوقت داكن
والأماكن تخنق الأنفاس
في عنبر ثمان المزدحم بالناس
: " يا ابراهيم غنّ ،
ارجوك غنّ وخذ سجاره !
غنّ تكفى لين ميعاد الزياره
لين ما ندفى وينسانا الحنين
لحدّ ما نسمع رنين
حجول ساره "
لكن السجن الهدير ، الموغل بْصمت صراخ
السجن هذا المستدير الرطب
يرفض
لانوى الطاغوت ينفض عنّه الأوساخ
سجن بسبعة ارجل
سود
تعبث في السفرجل
عود
عود
السجن ذا تابوت
ناحل
بطن حوت ولا حصل ساحل
لو ابراهيم ، قبل نموت غنّى خله الراحل ،
يموت الموت
أو يرجع حبيب وافي ٍ
راحل
( وفي عشرين 5 :
انتبهت لعش عصفور على الشباك ،
راودت القصايد عيّت الأسلاك
في عشرين 5 : ما تعاركنا
وفي عشرين : عكّرنا الفضا ،
واليوم :
فضّينا العراك اشتقت للجمر الغضى ،
للشارع امشي فيه ، للأشواك
تعلق في خيوط الصوف ، للهاتف
يرن وتهتف بلا خوف :
يسعد لي مساك ! )
وأآه ياعنبر ثمان
الممتلي خوف وجساره
نكهةٍ تشبه ل ساره
سارة تشبه ل حزن
وكل ما في السجن سجن
اليوم الاول والرجوله
ضحكة الجندي على الشاعر ،
ذهوله
حيرته ثم انكساره
والسجين اللي هنا حطّت به الأسفار ، حطّت به هنا
ماادري متى الأسفار حطّت به ؟! ،
سألته
قال انا شفت الوطن تلعب ف عبه نار ، قلت اما أنا
شفت الوطن والنار تلعبه !
ضحكنا
ضحكة النفس السويّه
وارتبكنا
ما احد يعرف خويّه ؟
راودتنا الهاوية لين اجتمعنا
ليه تمنعنا الهويّه ؟!
والرماد اللي تكدس
حول منفضة السجاير
هو درى باللي تمرس
في اليقين وبات حاير ؟!
أو جهَل ؟
والسجن : شرفه
والسجين اعمى ،
ولا لي ذاكره !
والسجن : ضيْق ما يعرف ان الفضا موجود
سقف ما يحس ان السما خلفه
وانا اللي كنت احس ان الوطن محدود
شفت البارحه كل الوطن غرفه
وتغمرها الظنون اللي تناسل
في العيون ،
وشاعر ملعون
تغمره السلاسل !
واتساءل
عن أناشيد القساه اللي بنوا هذا الجدار
وكيف هانوا في عيون افعالهم ؟!
من كان فيهم ، يملك القدره على هدم الجدار
وكيف كانوا يحضنون اطفالهم ؟!
كيف اجمعوا بين القيود وضحكة الأطفال ؟
تنقصني إجابه
كان ينقصها سؤال
وكل ما في السجن سجن
وكل ما حوله فنا
والبارحه : علقم ، حصى تُنطق أصح :
قيد وعصى
والبارحه : باب من النار انفتح ،
والموت بالمجان ،
والمدفن دنى
حتى وانا في السجن عاجز لا اكره السجان ؟!
سحقا يا أنا !
والبارحة صلصال ،
أو نفث ب عُقد
رجّال
يبحث عن بلد
خالي من الأغلال
لكن العنابر
تخنق السوسن
تحاصرني مقابر
لو سجدت احسن !
سجدت
وعدت من دون السحابه ،
عُدت
كان العم صابر
يشتم الجدران
كان الليل
ساكن ،
والأماكن
تخنق الأنفاس
في عنبر ثمان
المختنق بالناس