تفاحة النيروز - تركي حمدان العنزي

يقول ابونواس لا تجزع وكنّ كما يلي
أكرَم زباين جرجس الطيّب و سيّد حانته

زرها مساء مثلما تُزار ربات الحلي
خفيه عن العذل اللعين المقرفه لَعانته

ألق التحية باسما على الوجوه الذبّلي :
يسعد مساكم يا عَسَس منفاي يا هجّانته

واحرص على الساقي مثل ما قال ابوعليا علي
قلب الملك بعضه معه واغْلبه مع بطانته

وحبذا لو تمنح السّمار كأس أولّي
وَلا تسل ما أصل هذا المرء ما ديانته

لا فرق في الحانات بين البلشفي والحنبلي
كل السهارى : واحد رفيعة مكانته

ثم اتكئ من بعد ذا واشرب عليها تنجلي
( من مُرّة ما شفت شي مسّها الا زانته )*

فيها امتزاج النار بالأعياد جلّ المعتلي
كأنها تفاحة النيروز أو رمانته

إشرب وحدثني عن اخبار الزمان المقبل

هي ما تزال اصواتنا تشبه صفير البلبل ِ
والعودُ قد دن دَنَ لي والليلُ ليلى دانته

هو ما يزال التاجر المدثّر بْ بشت الولي
يسجد للاستسقا مع ان الما حبيس خزانته ؟!

سحقا أما في فهرس التاريخ عنوان خَلي
من خيل تاطى شاعر عيّا يخون امانته ؟!

والمرء في زنزانته لا بد أن يغلي غلي
لو اسمحوا له بالغنا لو وسعوا زنزانته

وانا الحسن بن هاني اللي غبت حتى عن هلي
لجل الوطن شف كيف فجّوا مهجتي خوّانته

ما اريد خيره مير لا يطلق مغاليثه علَي
ما اريد غيره لو يغرْف دماي باستكانته

يا أيها الساقي تنحّى ف البكا قد عنّ لي
وانهض نديمي اعط للساقي جزا ليانته

واعذر بكائي ما بكى طرفي على فقد جْملي
عفوك عسى يفداك جرجس وانت تفدا حانته !

إيه ابتسم واسمع غنائي أو تكَرم غنّ لي
صوتا كأطراف الندى واحرص على إبانته :

" هل غادر الشعراءْ " واتبِع كل بيت ب " يردلي "
أو غنّ " خيرٌ للفتى من جُبنهِ جبّانته "

واعلم نديمي إنما خير الغناء الموصلي
و سيّد النُّدمان من لا حاد عن رزانته

* من بيت لأبي نواس " الحسن بن هاني " :

صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها // لو مسها حجر مسته سراء