حكايات من بلدة قريبة - تركي حمدان العنزي

في بلدة

تبعد عن اوهام الرصيف اميال

ناس حزانى

والسؤال :

شلون تجهلهم ؟!

ما يوم حسيت بنفور العبرة

أصغيت لأسى

أو في مسا مرك خيال ؟!

البلدة آخر ما حضن عرش

اصطفيها

ناسها تدوين ,

نقش بيدين الأرض ,

كانت تعتكف

لا مرها من عابرين الأرصفة

مرسال

بلدة مفعمة بالغض , من حلم

الخطاوي ترتجف ,

بلدة تحيك من الصدف

ثوبين

وهناك في حانة تمد الروح

للتخمين :

- كاس

- كاسين !

يُفتح حنين الباب

تصعد خطى

شخص نسوه احباب

في عتمة

- مرحى بدر !

تنساب عن ثغره

أقصد بدر

بسمة

يجلس بدر

في ركن عن حد الضيا منبوذ

أو

يهمس بدر

يصمت بدر

واصحابه بحيرة

بدر هواكثر ساكنيّ البلدة مواعيد وهوى
بدر هو الخلد بليالي مثل باكر فانية

بدر ويعشق طفلة سمرا , الى هب الهوى
لاحت لعينه عتق عصفورين وام حانية

طفلة تبيع الورد لاهل الورد والورد ارتوى
منها وهي تحمل بعضها بين الاشيا غانية

شاهدتها

في ليلة الأمس القريب

بساحة البلدة

يسامرها النوى

كانت تسمي وردها للعابرين

وينتبه

ذاك الغريب المنتحي

يرمي الغريب اربع قطع فضة لسلة

مسندة لجدار

والطفلة تقول :

اعجز لا ابيع الورد كله !

قال :

لامروا هنا

دمع وسنا واطفال

يستهدون بظلال البكا

ارمي هكا الوردة

يشير بكفه لوردة قصية

ذابلة

ما تورق الطفلة ، وهو غفلة

سكت ,

ثم التفت لهناك

كان الدرب ينضح عشب حول احجار

والفانوس فيما بين سمار , احتواهم

راوي مسكون باحلام الصبا

يحكي لجمع الناس قصة

فارس وغادة :

هذا حمد مع ريم في ظل القطاف

أشبه بانشودة خذتها الريح

من صبح اغترب

حمد من المزن اقترب

- تصدقين اني كرهت السوسنة !

ما تلتفت له ريم كانت ممعنة

في عد حبات الخرز

من عقدها اللاهي

ولكنه حمد

- ذيك الخيول اللي تجر العربة !

ذاك الطفل

غارق بموت الما

هذيك المتعبة

- تقصد سواي ؟!

- اللي تنامت في عروق الأودية

مع كل بحة ناي

- صبرك ياحمد !

لكنه امعن في تفاصيل المكان

وتعرفه

لاحتد صوته , واسند كفوفه

على جذع الزمان

يصير ما تخشاه

كانت توقفه

- بنعود

- عودي !

- والمنى ؟!

- والآه !؟

تهمس ريم

- حتى السور لو يوم انهدم

يهدم معاه الظل !

يغشاها حمد

- وان مات عابر

مات حلم الكل !

- لكنك أنا ؟

- وانتي سراب

يتنفس الراوي ذهول الحاضرين ,

يطيل صمته ,

يعرف ان الجمع في شوق لسماع

الدمع ، يرمي نظرة عجلى على

وجه الكراسي

يرتفع صوته حزين :

- اصبر حمد !

- من علّم النسرين يحني قامته ؟!

- عد يا حمد !

ان مت قولي مات ، وان قالوا لفى

حذرى تقولي من فرح

سلامته !

عد يا حمد

غمد يمينه في لجام المهرة الصفرا

تنامت نكهة البارود من يسرى

قرا :

للموت ثغر يرتوي
من مدمع التربة

وان ماغدى الموطن سوي
اقفت بنا الغربة

رمى !

كان الرصاص يمد من كفه

الى صدر العدى

جسر من الاوراق منسية

رمى !

ومض الرصاص يخبر ان الما

فتيل يشعل الذكرى

رمى !

يتعثر الراوي

يحس انفاسه طراد وصهيل

يتابع المشهد :

وفي غمرة من التهليل

تولد طعنة من غيب

واشاهد حمد

في غبرة وطعان

للارض ارتمى

مثل السما

شاحب

قتيل !

الراوي اكثر ساكنيّ البلدة

هوى للأمس

في الركن القصي

يتبسم الشاعر على مقتل سواه

يحس موت الغير

قربان لاله الشعر

يهمس با لخطى

لهناك

للدرب القديم

يصادف اكثر من هشيم

, الزاهد النسيان

, طفلة منهكة

, حفنة خيول

, انسان يضحك

يضحك الشاعر معاه !

أو يسأل بحسرة :

لو ريم تدري وش تحيك الأرض

لو ريم كبرت

هل هي درت

بالآه ؟!

يحتد الضجيج يساحة البلدة

بَعَد لحظات يُشنق طين

تظهر سيدة

في ضحكة العشرين

تسأل بايع المخمل

عن السعر

وضحك !

فعلا ضحك

والشاعر امعن بالخطى

لهناك

هذي هي البلدة

وذولا ناسها

نقش بحجر شعري

بلدة تدق اجراسها

للخوف للترحال لاحلام

الصبا

ما اسألك عن ذيك النصايب

والربا , فيها

ولا اسأل عن جموع الناس

أسألك عن قرطاس

يجهلهم

هو للسما لاصار

لليوم يجهلهم ؟!

ياصاحبي

باقي على فقد الوجود انفاس

اودعأك !