ما الكون بعدك يا ترى؟ - صباح الحكيم

ما الكون بعدك يا ترى؟
دربٌ طويلٌ و الأسى
يجتاح قلبيَ و الرؤى
و أنا و أشواقي هنا
و الذكريات العاطرات.. تشدني
فأسير وحدي في طريق موحش ٍ
و أجرجر الأحزان خلفي لا أرى
إلاكَ يا نور الدنا
عينايَ تبحثُ عن صدى صوت حنون,, قد أتى
في ذات يوم يمسح الدمعات عن خد النوى
و يظلل الأوجاع حبا كالندى
يا بدر تدري ما جرى ؟
في خافقي وجدٌ سرى
عشقا تغلغل في وريديَ و احتوى
كلي..
و كُلي صار مشغولا ً
لطيفٍ سوسنا
يملي فضائيَ بالهنا
لو فاه حرفا أو دَنا..
أرعاه في قلبي و في بصري أنا
ما زلت في ذكراكَ أبحث حبنا
...
فرحلتُ أجمع ما ارتمى
من عطر ثغركَ ما شدا
مترنما لحن الهوى
و أهامسُ الأشياء أحضن حلمنا
و كذا ألملم ما انطوى
في الرمل أشذاء الخطى
...
فرجعتُ وحديَ أسألُ الأيام.. ماضينا الحنون
و دموع لقيانا و أشواق العيون
عن حبنا الشادي بأطياف المحبة في متاهات الجنون
فسألتُ قلبيَ من أنا ؟
فأراه بالحزنِ انطوى
يبكي ..زمانا قد مضى
و كذا إذا جاءَ المسا
فأراكَ يا قمري أنا
بالأفق تنثر في السما
نوراً نقيا مبهجا
أجري و لكنَ الخطى
تأبى الوصول إلى السنا
و كأنما شئٌ ثقيل قد حبا
فوق الضلوع فأتعبَ
القلب المتوق للذي
أفديه عمري لو أتى
لا شيء بعدكَ يا دنيايَ يشفي ما جرى
و يضمدُ، الأوجاع لو سهوا هفا
قولا جميلا مترفا
فيصير دربيَ كوثرا
...
يا أيها الطيف الذي
مذ جئتَ...
في نبضي سرى
روحا ..
و في قلبي نما
عذب الزهورِ و بالشذا
ينساب شهدكَ حانيا
...
يا حب كيفَ خطفتني؟
و أذقتني طعم الهوى
فَنفيتني.. لكنني
أبقيت حبك برعما
يبري فؤادا واهنا
أني سقيتك من دمي
فشعرتُ قربكَ بالهنا
و وجدت فيك مواطني
يرتجُ قلبيَ كلما
قد مر اسمكَ ها هُنا
أنسى التغرب و الأسى
و يظل ذكركَ بلسما
...
حاولت أمحو ما سرى
من عطرك الصافي الجوى
فهربتُ.. لكنَ الهوى
يجتاح قلبيَ و الرؤى
فيصيح بين جوانحي
الحب يملأ خافقي
فجرا جميلا باسما
إلاه لا أبغي الدنا
ألقاك وجها مشرقا
حبا نقيا أخضرا