مُذ غاب نوركَ - صباح الحكيم

مُذ غاب نوركَ صار وجه الأفق يا عمري كئيب
فامتدت الأحزان تطرق عند بابي
و اختفى عني الضياء
شيءٌ تكسر في ضلوعي و هو يصرخ في الغياب
فتناثر الدمع الحزين
و كأنه نغمٌ غريب ٌ ذاب يهمس في الإياب
فجلست أنظر في المسافات البعيدة.. في الطريقِ
و خطاكَ تعبر من أمامي
مثل همس الأغنيات
فيدب في صدري حريق و هو يجفو في الضباب
و كمثل همس الضوء يخبو في السحاب
تتباعد الخطوات.. يأكلني العذاب
واحسرتاه.. كذا يموت الود في كف الزوال؟
و يذوب قلبي في المغيب؟
...
فبكى فؤادي و هو يبحث في الجواب
آه مؤججة على شفة النحيب
كف الهوى و يد الحبيب
ما زال يسقيني الشراب
حتى اختفت أنوار عيني
صاح في صدري اغترابي
و هو يشهق في البكاء
فمددت عيني للسماء
و أخذت أبحث في السؤال
أترى سيأتي البدر كي يمحو الظلام
أترى يعود الطير يهمس في الغناء
أترى يعود الفجر من بعد الجفاء؟
فأغيب في صمتٍ حزين
بين أمواج المودة و العناء
و أعود أرسم في خيالي
حلمنا المعهود بالود المطهر.. بالوصال
و أسير في درب المحال
لأعيش و الآمال ترفل في فؤادي
علني ألقاكَ يوماً
في ضفاف الودِ...في سحرِ الرياض
ثم ألقي بين عينيك السلام
ثم ألقي بين عينيك السلام .