و ترجع يوما - صباح الحكيم

و تسأل عني المدى و الأثير
تفتش كل زوايا المدينة
و تبحث بين الأغاني الحزينة
و تسأل نجم الضحى و الخرير
و تبحث عني
أيا مَنْ سقاكَ فؤادي الحنان
و عشت أميرا ً بعين الصباح
و كنت تجيء إذا ما الرياح
تهيج عليك و تغدو الجراح
تهاود فيك بكل اجتياح
فتأتي لروض الصباح الشجي
لتقطف منه الرحيق الندي
و تشرب كأس الوداد البهي
تنام على راحتيها شقيا
و تنسى زمانا عتيا عصيا
كذا حين تروي فؤادا شجيا
و ترحل عني
و ترحل عني
و تبقى الصباح لذكراك تشقى
تهيم بعطرٍ و تحمل ذكرى
تحاور طيف الوداد الأبي
و دمع الحنايا يناديك رفقا
بقلب الصباح النقي الوفي
و ترسل همساً لقلب الأثير
عساهُ ينير عساهُ ينير
و يشرق قبل أوان الرحيل
و آهٍ و آهات قلبي غزيرة
تسير برمشي جراحا خطيرة
لِمَن يا حبيبي أبثُ اشتياقي
غدا كل ركنٍ بجسمي يُنادي
باسمك يا من به تستريح
و أصبح ظلي نحيلاً نحيلا
و دمعات قلبي اشتياقا تسيل
تعال و عطر لهيب فؤادي
و دثر شظاياهُ قبل المغيب
تعال لأروي هنا ناظريَ
فإن الرحيل أراهُ قريب
تعال فأني أخاف كثيرا
عليكَ ، إذا لو رجعت تراني
رفاتاً ، فتبكي لدفء حناني .