ولما التقينا - صباح الحكيم

و لما التقينا وكان المساء
كطفلين سرنا بدرب النقاء

بقلبين جئنا نداوي أسانا
و نسقي الجراح بكف الرجاء

أتيتَ ربيعاً نقياً جليا
حملتَ الشجونَ فرشتَ الضياء

وكان الودادُ كعهدٍ جميل
بحب سنمضي ويجلو الرياء

و يبقى الوداد دهورا عصورا
شهيا نديا يهز السماء

أتذكر حين أتيت قفاري
بأي اشتياقٍ سكبت الرواء ؟

نسينا الزمان و بتنا نغني
كأن القلوب عطاشى احتواء

فدار الحنين على مقلتينا
يداعب جدب الفصول الخواء

و صوت رخيم يداعبُ أذني
فأسقط عشقا لوجه السناء

أحبك يا من جعلت الليالي
بقربك نوراً فرانَ الصفاء

قرأت حياتيَ في ناظريكَ
غدير الأماني بكفكَ جاء

تركتُ فؤادي بحبك يمضي
و إن كانَ حظي قليل اللقاء

رضيت لأني عشقتك جداً
عشقتكَ حتى رضيت الجفاء

و أدمنت طير اشتياقيوودي
إلى ناظريك وحيثُ الشقاء

لأنكَ أنت حبيب فؤادي
فدونك عمريوجودي هباء