الحب من غير تصريح - رشيد الدهام

قالوا لي ان الحب من غير تصريح
يبقى حبيس الذات.. مثل النوايا

قلت : القلم.. لو هو لسان التباريح
خلّيت له كل الدفاتر.. شفايا..

تملا الزوايا صمت.. وبصوته اتصيح
حتّى يرد الصوت.. صمت الزوايا

و الناس: ظلما ، و التجارب: مصابيح
و الحب: وجهٍ له عيوني: مرايا

و الشعر مايشفي قلوبٍ مجاريح
إلاّ إذا جرّح قلوبٍ خلايا !!

خطا الشعر: كذب الغزل ، والله يبيح..
لعيون صدق المدح.. شعر الخطايا

كم شاعرٍ يهدي القصايد مشافيح
يرجي من الممدوح رد الهدايا

و اليوم انا بمدحك مالي مصاليح
عسى القصيد يرد بعض العطايا

لو انّك أكبر من قصيد التماديح
و جزيل فضلك فوق كل الجزايا

إذا بنيت البيت في مدحك يطيح
عذروب شعري كون كلّك مزايا

كل السجايا فيك ما تشبه الريح
الريح تشبه فيك بعض السجايا

خصوصاً ان هبّت مثل هبّة الريح
اللي لها في وجه كفّك حلايا

و ان قالوا ان الحب من غير تصريح
يبقى حبيس الذات مثل النوايا..

ما للنوايا غير الأفعال توضيح
أمّا مع الأقوال تبقى خفايا !!

و ان جيت عندك.. كل من راح فقريح
يا واحدٍ..يسوى جميع البرايا