بماذا؟ - صباح الحكيم

بما ذا أمسك الأوتار يا نغمي
أما تدري
بأن مراكبي تشكوا
سواحل مالها عنوان
و أن الأفق أشرعتي
أفتش موجك الحاني
لأفرش مهجتي فيهِ
و كف العمر تحويهِ
و تسكب لحن موالي
على جنح من الأزهار ترسلها
سلامَ القلبِ أشواقي
ترانيمي
تحياتي
ومن أحلى ابتساماتي
أعطر كل أنسامي
وأرويها كؤوساً من طراواتي
وأرسل في صبا فجري
كثيرا من شقاواتي
ومن شعري الذي يشتاق
شيئا من عذاباتي
شغاف القلبِ
آهاتي
جراحاتي
فيا نبراس أيامي
و يا إصباح آمالي وأحلامي
ففي أمواجك الحرى
شدا نبضي بأشعاري
و أبياتي
تغنيني بها جذلى
مساماتي
و أنفاسي تهيم جوىً
للحظاتٍ سأمضيها على كفيك يا أملي
على كتف النوى تمضي سويعاتي
و يسمعني المدى يبكي لأناتي
و كم أشتاق يا عمري
أجوب الكون في عينيك
وأسمع شدو أوتارٍ يناجيني
عبير الشهد من أنفاسك النجوى
فتسعفني لُحيظاتٌ
و أعزف كل أيامي لك اللحنا
تغنيني..
... أغني فيك من نبضي ومن آلام أناتي
وجرح من جراحاتي
فيرتج الصدى فينا
نسيم الشوق يسقينا
عباب الحب عنابا وأحلاما...
فما عدنا مع الأنواء أغرابا
أيا نغمي و مصباحي
و إصباحي.....
فلا ترحل
فأني دون همس الحب تذبل فيّ ورداتي
فسامح يا حبيب العمر هناتي و زلاتي
و خذ قلبي لتقرأ فيه أشجاني
و في أعماقه رُسمت تحياتي .