أحلام مُبتعث - سعود الصاعدي

رَجل سلمي
والشهادة قسم علمي !
يعني ما له أيْ علاقةْ بالمعارك
ولا يخبّي شيّ لا شاف الجمارك
حتّى إسمه ما يدلّ الاّ على لطفه ولينه
( فادي احمد ياسمينه )
ما يعرف من الكلام الاّ السلام
ولا يعرف من الطيور الاّ الحمام
طيّب ، مسالم ، يذوب من الخجل ، يكره حدود الليل
ويخاف الظلام !
...
ابتدا فالمدرسة
يعشق خطوط الهندسة
وكان يحلم يصبح مهندس كبير
طيّار ، كابتن : المهمّ انّه يطير
كانت احلامه فضا مفتوح
وابراج وصروح
...
ويوم حانت ساعته
واعلن التلفاز موعد بعثته
زغردت امّه وصاحت خالته
وانتثر دمع الفرح في خدّ ابوه
وصارت الدنيا : وجوه
وجه جدّه في مكان
ووجه عمّه في مكان
ووجه خاله في مكان
وكان يا ما كان
كان فادي من زمان
يعشق يشيل الوطن فوق الحصان
يحلم يسوّي من بلاده : يابان
ويوم حانت ساعته
واعلن التلفاز موعد رحلته
وقّفت عنده عيون، واستلذّت به عيون
وابتدت فيه الظنون :
عين قالت : فوق نجم سهيل يبني مدرسة
وعين قالت : كلّ علم يفيد يمكن في بلدنا يغرسه
وعين قالت : ادعو الله يحفظه من كلّ عين ويحرسه
وسْمعتهم عين
قالت : وبعدين ؟!
ازرعوا بطّيخ
آتحدَّى كان ما يرجع صدى
ويدرّس التاريخ !