قبضة العفريت - سعود الصاعدي

مدّنوا ديرة هواي وعجّ في روضي جفافه
والسنابل صاح فيها منجل الحصَّاد : كفّي

بين اصابع راحتي قدَّم لي العالم صِحافِه
واجتمع ما بين كفّيني واشوفه ما يكفّي

كم شرب من نهر عيني دهر ورموشي ضفافه
وكم جمع في قبضة العفريت لذّاتي وشفّي

الحضارة شارعٍ مسكون فاطرافه مخافه
طبّته رِجلي وحلمي ما رجع حتّى بخُفِّي

كنت اسمّي وابتدي من رعشة الصبح وعفافه
واحتضن حفنة تسابيحي وتهليلي بكفِّي

أطرد الفيَّةْ وشمسي ما تلبّسني كلافه
وان شرب وجهي سموم القيض يكفيني مهفِّي

والبداوة في حدودي فيض ترحيب وضيافه
وان تعدَّت حدَّها ما عندها وجهٍ مقفِّي

ضحكتي عند المصافح جود والباقي حصافه
والزمن لاغربل ايامي عرفت انّه يصفِّي

ما على ما تنسجه كفّ المدن عندي حسافه
في سهيل وفالجدي نور الهداية ما يطفِّي

ولو جمع ميزان هذا الوقت تاريخ الخلافه
يقسم التاريخ كلّه ما يصفّ الاّ بصفِّي

جاوبيني يا سنين العمر : هو باقي خرافة ؟
متّ انا من كثر ما ناديتها : يا نفس عفِّي