تراتيل دافئة - سعود الصاعدي

حزن هذا المسا موحش ، بلا دمع ، وبضيقة بال
حزن ناره جفا ما هي دفا حتّى تدفّيني

أحسّ البرد فكفوفي : أصابيعٍ بعشر اقفال
صداها يلغي العالم من العالم ويلغيني

ظلام وبرد وشعورٍ بلا نبض وبلا يا مال
وأشيا ما تضخّ الدمّ / وتجمّد شراييني

وحزنٍ في يباسه باس يطفي كلّ دمعٍ سال
كأنَّه كلّما حاولت اشبّ اقصاي يطفيني

جفافه يحفر بوجهي تجاعيد الزمن تمثال
بكفٍّ تنحت من البرد في صلصالي الطيني

ولوّ الحزن مثل الصاحب اللي ما يسرّ الحال
زمان امديه لا منّي شكيته طاح من عيني !

تعبت اسأل عناويني : أنا ويني ؟ وامدّ حبال
ويجلب لي صدى صوتي : "عنا" فاوّل عناويني

واحسّ التيه في تالي عناويني صدى محتال
سؤالٍ تايهٍ مثلي يجاوبني : انا ويني ؟!

وانا لولا شعوري ما عجنت الشعر بالصلصال
ولا شبّيت ناري فالطريق اللي يعنّيني

قريت البسملة واشرقت شمسٍ في عيون الضال
ومدّيت الجسور الخضر بين اضدادي وبيني

وشفت الحزن في عيني معلّق بالرموش خلال
ليا فتّحت طاح الدمع وان غمّضت يدميني

خيالي من خيال الطفل لا شاف الظلام ازوال
يدلّي لي طرف كبريت لجل يشبّ فيدَيني

وانا شاعر اعرف ان الشعر حلم وخيال اطفال
يموت ان عشت به وان متّ به يحيا ويحييني

وابيه ان ضقت يشعلني على جمر الدّفا : موَّال
ويملا بي فضا الدنيا : تراتيل ويغنّيني !