ضامي - سعود الصاعدي

بلاي انّي من اوَّل ما بديت بخطوتي ظامي
غريبٍ قبل ما يروى سراب الما شرب دمّه

وتجلدني سياط الشمس واغرس خطوة اقدامي
عساها تزرع الدنيا سنابل شوق وآلمّه

على ما فات عضّيت اصبعي في تالي ايامي
بعد ما حطّ عمري حدّ بين القاع والقمّه

مشيتك يا الطريق الصعب والاقدار قدَّامي
يعثّرني خَطاي ويشعله في داخلي همّه

واشبّ الجمر من رغبة هواي بجذوة احلامي
وآكفّن حلم في صدري وحلم احييه وآضمّه

مثل طفلٍ رغم هذا الزمان القاسي الدامي
يدوّر لعبته وان ذاق فرحتها ضحك فمّه

مثل رجلٍ طواه الليل شوقه فالحشا حامي
وحلّق به جناحه فوق والدنيا تحت كمّه

مشى طرفي على درب السهر واستنزف اقلامي
يطارد طيف سافر به بعيد ولا وصل يمّه

وتسرق فكرتي لحظة تلبّس ثوبها السامي
على لجّة حبر تسبح وانا غرقان في يمّه

غريب وغربتي زادت وزادت غربة اعوامي
على شاني تحدّيت الليال السود ملتمّه

على شاني لبست اوراق توتي قبل هندامي
وقلت ابدا بذكر الله واسافر زادي الذمّه

لقيت الناس تضحك بي تقول احلامي اوهامي
متى تشرب وتروى من زمانك صافي الجمّه

وانا ادري – لو رميته – ما رميته ، والله الرامي
يموت الورد في لحظة وراع الورد ما شمّه !