كتاب الحب - صباح الحكيم

و رجعتُ وحدي من جديدٍ
أسأل الذكرى و ماضينا السعيد
بيدي كتاب الحب و الهمس العليل
و القلب ما بين الحنايا يهترئ
فأعودُ في دربِ البكاء
وحدي.. و هذا القلبُ يصرخُ في اللقاء
فـألملم الأحلام من صدرِ المساءات العزيزة في الغياب
و عبير مبسمنا الذي
نامت على كف المواويل الحنونة في السراب
فجلستُ بينَ الذكريات
و على رمال الحبِ نقشُ الأغنيات
و سنابل الأشواق فيها كالعباب
...
و هناك في الركن الذي
غنّت بهِ الأحلامُ و الحبُ الأصيل
تشدو جداول وجدنا
فتراقص الأضواء تهمس للنخيل
جذلى مشاعرنا توشوشُ للهديل
فنعتق النغمات نرشفها خمورا ً
نلهو كأطفالٍ على حضن ِ الأماسي
نشدو لحلمٍ فاتنٍ
و الود يطربنا فتبتهج الحياة
كنا و كان الود منساباً كماءِ السلسبيل
كانت تسامرنا الليالي الطيبات
و الحب عصفورٌ يرفرف فوقنا
فنصافحُ الأيام نغفرُ للبشر
و الحزن لا يطوي طريقاً بيننا
النور يحوينا و يغسل قلبنا
و الصمت موال يداعب رمشنا
فـنغيب في همس ِ العيون
...
و اليوم أبحث ُ عنك َ
بين الناس في صمتِ المساء
و أبثُ أشواقي فيحضنها السحاب
تتساقط الأمطار في كل اتجاهٍ
ترتوي منها اليباب
تنبت الأشجار تزهر كالربيع
فـيصير عالمنا بديع
آه ٍ من الزمن البخيل.. أضاعني
فـرحلت أسأل عنك عطر لقاءنا
و نسائم الأفراح في كفِ السنين
و عيون كل العابرين
كيف انتهت أيامنا و تكسرَ الأمل العليل؟
فتبعثرت أحلامنا
عدنا حيارى تائهين .