اللحظة الأنيسة - عبد الخالق كيطان

هذه الأمسية، ستتذكرها حتماً وأنت تشعل فانوساً يذكرك بآذار
كيف تنفق الساعات بحثاً عن حلم أو شجرة مثمرة
لا تجفل، فلقد اعتدت مؤاخاة الألم الذي تعرفه
الألم الذي صغت ذات يوم قائض من أيام العقد المهول أولى خرزاته الملونة
تذكرت صديقي رياض أحمد ونبراته الأليمة التي رافقتني في تلك الشدة العراقية
كيف كنت أفر معه إلى داخل يئن، دون أن يجد الكثير من الأنصار
إنني الآن في الأمسية الخطأ، وربما المثخنة بجراح أكثر من عشرين عاماً بين خيبة وثانية
ماذا أفعل؟؟؟ هل علي أن أشرب نخبي الليلة وأترك منضدتي على حالها؟
مليئة بالشجن واليافطات والكثير الكثير من السنوات المتراصة مثل فصيل؟
ها أنذا استذكر بدون مناسبة معقولة معسكر التدريب في شهربان.. كيف فر الجنود الجدد من أجل ليلة راس السنة..
أستذكر صديقاً في التاسعة من العمر ألقوه على الحدود مع إيران بتهمة الأصول
أستذكر المنفى الأسترالي، عندما يصبح الانسان إنساناً بالمعنى المعاصر دون بحث عن هرطقات القوميين وشجون الشرق الأوسط العدمي..
هذه الأمسية التي أقضيها وحيداً أفكر بإمرأة شفافة بالضرورة وتصلح تماماً لمثال المرأة الشرقية المليئة بالحنان
تدخل فيّ بطريقة تقليدية فترمي عليّ شرر اللحظة دون وجل
**
بغداد في 12/1/2009