خوف عادي - صالح الشادي

(1)
مو نذالة..
مو تخاذل أو تخلي أو جفا..
لكن ظروف.
خوف، يلجم كل صناع الخطابة..
ويْتسلى بالذياب أهل المهابة..
ويحرق أعصاب الضعوف.
خوف يا لبنان ..من شر الختام
ومن غضب شيخ الجميع ،العم (سام )
ومن جنونه.
ومن عفونة شاركتنا في هوانا..
وأقلقتنا -
وأزكمت كل الأنوف.
خوف عادي..
جابه الباشا العزيز.
وكبروه الإنجليز.
خوف من صنع الأيادي -
وطنوه بكل وادي..
وجندوا حوله حتوف.
خوف لكن مو نذالة .
(2)
يوم غابت هيبة (الراعي ) تداعوا..
وقسموا كل القطيع.. !
وافتروا ..
قالوا: غنايم حرب..
قالوا: انتصار..!
وإجتمع (بيكو) و(سايكس)..
مع بُطُل (ويسكي ) ومع (..) .
وبالقلم خطوا حدود .
و خانوا أحلاف وعهود ..
وسلموا باقي (غنمهم ) لليهود !
وزان الإستعمار.
والعرب..
لا حول لا قوة..
ولا حتى مروّة..
سادرين بحفلة استقلال .
شاربين من الوهم لين الثمالة..بالنعال .
وفعلهم وقت الفعل سجات..
في ليل الخوات المومسات ،
وفي نهيق حمار.
من يد (الأتراك) طاحوا بالوراثة..
تحت كوع الغاصبين أهل الخباثة..!
وحبوا خشوم ( الفرنجة).
ومن قدم بغداد حتى راس طنجة..
أصبحوا أحرار، لكن..
عايشين بلا قرار.
عالم من الحزن،
مسلوب الإرادة..
واحد وعشرين ضيق بلا سيادة..!
والفرج مشغول عنهم بالعبادة -
وفي توالي نشرة الأخبار..!
ياوطن..
لو طال غيم الإنتظار..
بينتهي ..
مادام لاحت في المدا عقب السواد بروق .
ويا وطن..
لا بد شمسك ماتعود..
ويشرق الثوار.
(3)
من نلوم.. ؟
وكلنا مهزوم !! .
مابقى فينا على قيد الكرامة من أحد.
والأحد (عطلة ).. !
وفي (الجمعة ) نصّـف رجالنا،
ونسأل الله السلامة والمدد.
وباقي الأيام، نوم.. !
الغضب ينزل،
يزلزلنا صداعه..
والجسد ينزف..
وتنحاش الشجاعة،
ولا طبيب..!
ليش تزعل يا الحبيب ؟!
التشرد والمجاعة..
في قواميس (العرب )..
صارت فخر، موعيب !
والوهن مقسوم.
يذبحون أطفالنا ونقول: أزمة.
وينحرون آمالنا ونقول: أزمة.
ويلعنون أبو أبونا..
ونستحي..
من زود ما فينا من الحشمة ..!
نستحي ..
ونخاف لا يكسر شموخ احساسنا-
لو نطلب الرحمة.. !
وإن رفع فينا أحد راسه..
(ولو هو لاصق بكرسي الرياسة)
صفعوه بألف جزمة.
أو غدى مرحوم ! .
(4)
نصف قرن من الزمان .
وشوفوا (اليابان )،
وذكرى (هيروشيما )..!
وناظروا..
(سلة الخبز ) الشهية، ونهْرنا -
في مصر والسودان.
الفرق ماهو بالزمن..
الفرق بالإنسان.
والعيب ماهو بالوطن..
العيب في الوجدان.
وشلون نمشي بأرضنا..
ومركوبنا..
من (خُردة ) الألمان ؟!
وشلون نحمي بلادنا..
وسلاحنا..
من (صنعة ) العدوان ؟!
وشلون نلبس ثوبنا..
وقماشته.. (جوارب ) الإسبان ؟!
إلى متى هذا الترف هذا القرف والانبطاح ؟!
إلى متى هذا التأخر والتعنصر والنباح ؟!
إلى متى هذا العمى ..
و هذا الهوان ؟!
إلى متى .. ما أدري ولكن -
إسألوا ذيك الجراح-
اللي كست (وجه العرب) لبنان ..!