ما كان كان ! - صالح سعود

ما كان كان ولا حصل شيء ما كان
واللي حصل بأمر الولي واختياره

دنيا لها ساحة وباحة وبيبان
مجالها كوكب بعيدٍ مداره

رحله لزوم نعيشها أفراح وأحزان
رحلة حلى تخلط بطعم المراره

الرجل فيها بين كاسب وخسران
والعمر مشوارٍ صعيب اختصاره

درست وأدرس في حياتي إلى الآن
تلميذ شاطر ما أنفعته الشطاره

وأيضاً أميز بين صايب وغلطان
وكل ٍ على كيفه يحدد مساره

جرحي بداء من قبل أعبر بتبيان
ومن قبل أعرف العلم وأخذ قراره

قبل أقف الوقفة بساحة وميدان
قبل أعرف الممشى عرفت الجباره

كسرٍ خفاء وسط الدواخل ولا بان
والكسر الأخر صار ميزه وشاره

وأبقى مع عسر المواضيع ربان
وأعبر محيطات العنا مع بحاره

وتجذبني الذكرى على الود شفقان
ومشاعري فيها صحيح استثاره

كني على موعد مع ذيك الأشجان
وكن الفرح يكتب علي انتظاره

والوقت مهما زان واقعه قد شان
مهما سلك لابد فيه انعثاره

ومواقف الأيام تعطيك برهان
و علم المجرب فوق أي استشاره

ومع الزمن صابر ولو شان ما زان
لو يتبع الليل المظلّم نهاره

ومن كثر ما فيني تقل في بركان
خايف يعجل فيه وقت انفجاره

أكبر معاني الحزن لا شفت الأعيان
يجتاحها دمع الندم بانهماره

والصدمة العظمى خيانة وخوان
من صاحب ٍ يكثر عليك الزيارة

تحسبه لك صافي و وافي وصوان
يعطيك حلو القول حلو العبارة

يقول قال فلان وفلان و فلان
ينقل كلام ٍ بين حاره وحاره

ثوب الغدر يلبسه في ثوب الأيمان
مثله عميلٍ للردى والحقارة

صداقه الأيام هاذي لها شان
ومن شانها مدري الزمن وايش داره

المصلحة صارت للأصحاب عنوان
كل ٍ يحددها بحسب اعتباره

حتى الردي أصبح مساوي كحيلان
وأصبح بعد بالقول نمر النماره

تبدل العالم على كل الألوان
عرفت وأعرف والحياة استداره

ترى الحكي كالسيف في كل الأحيان
يطعن بوسط القلب ويشب ناره

وترى المصايب ما تجلك بالاهوان
وقامت حرايق من سبايب شراره

احدٍ مع الدنيا نبيه ٍ وفهمان
يعرف يمينه كيف تعطي يساره

وأحد ٍ مع الدنيا على طول سرحان
يساير العالم بحسب اقتداره

وأنا عرفت أن الزمن صعب لو لان
دربٍ صعيب ٍ طلعته وانحداره

وأهل الوفاء في الوقت غالين الأثمان
تجارة يا و أيها من تجاره

مثل الجواهر أو كما در مرجان
مرجان كامن في الصدف والمحاره

والطيب لأهل الطيب مبنى وبنيان
ساسٍ عزيز و نور مثل المناره

وأهل الوفاء والعز في خير وإحسان
أهل النقاء وأهل التقى والطهاره

صلوا على خير الملا نسل عدنان
اهو النذير اللي معاه البشاره