مدينة شاعر - عادل الظفيري

بالضلوع العوج فيه أكبرمدينه
كانت لشاعربناهامن عذابه

كم مشى داخل شوارعها الحزينه
وكم تلحف في شتاها بإغترابه

كانت لشاعررسمها من أنينه
والله أعلم كان يدفيها بثيابه

لا ذكرها ينحني هيبه جبينه
كنهااللي تعاتبه لحظة غيابه

ولا ذكرها ترتعش حتى يدينه
تسجد العبره خضوعٍ للكآبه

ولا ذكرها تنكسر دمعه بعينه
ومادرت عنه ولاحست عتابه

كان يهديها حياته ياسمينه
من سببها عايفٍ حتى شرابه

إسألوها شاعرك ماتذكرينه
وقالت أعرف جرة الشوق بترابه

وإسألوها لو غلط ماتعذرينه
وقالت إن حبه ينسيني الخطا..به

وإسألوها ويش قدم في يمينه
وإسكتت فيها حيا ولا من إجابه

حايره في هالإجابه أو رهينه
يامدينه شاعرك ضيع شبابه

من ورث جرحه وكنتي تكسرينه
وصارت أيامه مع الشيب إتشابه

من حكمتيه المؤبد بالغبينه
صار مجهول الهويه والقرابه

كم عطاك من الورود وتحرمينه
لايشمه ولايشوفه من الغرابه

من هداك ولابخل تتجاهلينه
دوري له عذر واحد لإغترابه

ليت مره يوم يشكي تسمعينه
تمسحين الدمع وتطيب الأصابه

مارحمتي عبرة الذل المهينه
وإنتي أكثر من كسر فيه المهابه

عشقه الوافي فضا لاتحسبينه
كل حرفن جرته حزن الربابه

وكل كلمة حب في قلبه سجينه
جا بيطلقها وتاهت في سرابه

ماقدرتي من يحبك تفهمينه
تحسبين إن المحبه بالنيابه

بعد هذا من حدودك تطردينه
وين يسكن هو بقى فيهارحابه

كاذبه يا هالمدينه ومستهينه
كم خدعتي ممحل القلب بسحابه

وشاعرك لو ينكسر لاتجبرينه
يامدينه تلبسين ثياب غابه

كنتي أجمل حلم عاشه في سنينه
وكنتي أصعب حب في شعر الكتابه

يامدينه ذاك جرحي تلمسينه
مارضت فيه اليهود ولاصحابه

من بنى فيك المشاعر تهدمينه
من عشانه ينكسرقلب الغلابه

بالحنايا العوج كنتي أكبر مدينه
هلت دموعي مذله عند بابه