حنين - عايض الظفيري

يبه تذكر حديثك ، ضحكة الجلاّس
ومجلسنا الرحيب بصدرك السالي

بيوت الطين يكسيها الظلام نحاس
ليا غاب الشفق قامت تبدالي

سقايفها خشب وعروقها يبّاس
جريد من النّخل .. دوم النخل عالي !!

تشكّل هالنجوم عقود من ألماس
تدانى كنّها تسأل عن أحوالي

ليالي صيف وانفاس الهوى نسناس
يزاورنا القمر كنّ القمر خالي

يدور البن والموقد غشاه نعاس
سوالفنا تجي مثل الرّطب حالي

تلبّسني شماغك وأنتشي بلباس
وامازحك بطفولة : ( عطني عقالي )

تطيّرني يدينك للسماء قرناس
يطير من الفرح قلبي ويبرالي

تسولف لي عن اطباع الوطن والنّاس
واسولف لك وأنا من داخلي خالي

تقول ان المراجل عرقها حسّاس
وملبسها عظيم ورثّها غالي

تمد بكف ماتملك سوى الأحساس
بحاجات الضعيف وعانك الوالي

واقاطعك بجهل : لكن على أيةْ ساس
تقول ان الوطن اغلى من عيالي

تناظرلي وتزفر حرة الانفاس
وقلت ليا كبرت بتفهم التالي

رحلت ، وهالحنين يمرّني عسّاس
ويكفخ في الحنايا طير غربالي

يبة بعدك كبرت ، وماعليّه باس
سوى همٍ عظيمٍ ضل في بالي

تشجّرت وغديت أعطي بدون قياس
عطاياي أدهرت بوجيه عذالي

رموني ، كنت أنا المثمر وكانوا فاس
كثير اللي تفيّا وأنكر ظلالي

أنا بعدك رهين الحبر والقرطاس
ابكتب هالألم والناس تقرالي

تخيرت النوايا البيض والنوماس
وسألت الله يعطيني على فالي

اليا شفت الغنيّ وشفت فقر الراس
حمدت الله ربّي ... ياكثر مالي

يبة مات الكلام وفضوا الجلاس
وانا اعيش الجميع وكني لحالي