نون - عبدالرحمن الغبين

-1-

إرجع .. على خبرك خفوقي ينشدي
متعطّش لشوفك كما ضامي لِما

إرجع ترى قوم الحزن جتني تعدي
إلاّ سبتني واستباحت بي حما

أنخاك يا شاعر ووقتي مو مدي
الريق جفّ وساخن دموعي هما

خطواتك اللي صوتها بس يبعدي
مع همسك اللي للغيابات ارتما

مع بسمتك و أيدك وهي تمسك يدي
صارت سراب وخافقي يشكي ضما

راح النهار بشاعري ، روحي ، جسدي
لا شوف بي ، لا نبض ، ولا حتى دما

ماغير صوتٍ حالمٍ ويرددي :
(هاتوا قميصه يمكن يروح العما ..

خلوه يرجع لي ويعلن مولدي )
واستنطق الشباك ونجوم السما

لا سهيل فازع لي ولا حتى الجدي
والوهم يصوّر لي خطاويه وكما

هو يقبل وطير الوصال يغردي
وأركز واصحى من اوهامي فما

غير الرياح العاصفه بالجرهدي
ما فيه غير الرعشه ودمعٍ هما

أمسكت بيدي ذات إحتياج مذيبة الجليد المتراكم على جسدي قائلة :

-2-

مو بس تكتب بي شعر .. إكتب نثر
مو بس تكتب حاول إني أسمعك

إية إتصل بي وغن لي "ليل وقمر"
وبطاري الليل إدعني لسهرة معك

سهرني سهرني معك يحلا السهر.
أكبر خطا جلاد بعدي يقمعك .

يا عمري برد يفوتني كل العمر
وإنت إتّناثر وآتناثر أجمعك.

تعبت ألوّح لك بمنديل وزهر
وانته تبي كلمة تمر بمسمعك

طيب أحبك .. هذي هي بالمختصر
يالله ابتسم اضحك وجفف أدمعك