وْحَدَوْا .. - عبدالرحمن الغبين

لِيلْ السَّفَرْ،توَجِّدَوْا فِيْ صَدْرِي -المُغْرَمْ- بَدُوْ
شَدَّوْا رَحِيلْ، مْفَارِقِينْ -بْلا وِدَاعْ- أَحْبَابِهُمْ

كَانَتْ تِفِيضْ أَرْوَاحُهُمْ -زَفْرَاتْ- كِلْ مَـ اتْنَهِّدَوْا
وِيكَابِرُونْ، ويَجْبُرُونْ مْصَابُهُمْ بِمْصَابُهُمْ

عَضَّوْا عَلَىْ الدَّمْع بْجِفِنْ، وِلْعَبْرَةْ الصَّدْر وْأَدَوْا،
صَلْفِينْ، مَا كِنّ الّذِيْ قَدْ نَابُهُمْ قَدْ نَابُهُمْ

تِشَاغَلَوْا عَنْ حَالِهُمْ، عَنْ غُرْبَةْ البِعْد، وْحَدَوْا،
تِمَنَّوْا الغِيمْ يْهَطِلْ يِمْكِنْ يِبِلّ أَهْدَابُهُمْ

وَانَا تَمَنِّيتْ الوِدَاعْ تْمِدَّهْ إِيْدِيْهَا هِدُوْ
دَامْ إِنَّهَا شَحَّتْ لِقَا، وكَان التِّجَافِيْ خْضَابُهُمْ

وَاقْدَامْ كَانَتْ مِقْبِلَهْ عَلَىْ أَرَاضِيْهَا عَدُوْ،
تِثَاقَلَتْ، مَا وِدَّهَا تَتْرِكْ عِنَاقْ تْرَابُهُمْ

طَفَيتْ، وِضْلُوْعِيْ -حَطَبْ قِلَّةْ وِصَالِهْ- رَمِّدَوْا
وجِفِيتْ، والنِّسْيَانْ -إِنْ أَمْكَنْ- فَهُوْ أَحْرَىْ بُهُمْ

هُوْ الفُرَاقْ، وْذَبْلَتْ غْصُونْ اللِقَا وْمَاتْ الشَّدُوْ،
مَا عَادْ لِيْ بْعِيْنِينْ مَا سَالَتْ دُمُوعْ عْتَابُهُمْ

هُوْ الفُرَاقْ، أَبْعَدْت، وْكِلْ طٍيُوفَهَا عِنِّي بْعَدَوْا،
أَغْمَضْت عَيْنِيْ، خُوفْ لاَ تَلْمَحْ بِقَاْيَا اسْرِابُهُمْ

يَاْ صَاحِبْ الدَّرْب إِنْشِغِلْ عَنِّيْ إِذَا دْمُوْعِيْ بِدَوْ،
لاَ تِكْتِرِثْ، دَامْ البدُوْ صِلْفِينْ مَهْمَاْ صَابِهُمْ