عبيدكَ ليسوا حَجَرْ! - عبدالرزاق عبدالواحد

لعينينِ لونُ المطَرْ
لوجهٍ كوجهِ القمَرْ

لأجملِ شلاّلِ شَعر
على وجهِ أُنثى انهمَرْ

كأنْ ضوءُ كلِّ الشموس
على كتِفَيها انحدَرْ

يَهيمُ على وجنتَيها
فتدفعُهُ في بطَرْ

ويبقى يُعاصي وتبقى
تشاكسُهُ في ضجَرْ!

*

إلى جَبهةٍ كالصَّباح
إذا ما سَناه انتشَرْ

تُشعشعُ في شَعرِها
كأنْ فَلَقٌ وانفَطَرْ

ويا أنفَها.. تستقيم
به سومَرٌ والحَضَرْ!

كأنْ كلُّ كِبْرِ العراق
على أنفِها يُختَصرْ!

ويا ثغرَها.. يا إلهي
عبيدُكَ ليسوا حَجَرْ!

أرى منه مرجانتَين
تَفتَّحتا عن دُرَرْ

فإن أدْنُ قالوا مُريبٌ
وإن أنأَ قالوا كفَرْ!

*

ويا نحرُ.. يا نحرَ ياني
هدوئي عليه انتحَرْ!

أكادُ أرى الماءَ يجري
إذا الماءُ فيه عَبَرْ!

فهل صاغَهُ من ترابٍ
كما صاغ كلَّ البشَرْ؟!

*

وياني لها قامةٌ
كأنْ آمرٌ قد أمَرْ

فأثقلَها بالوعود
وحمَّلَها بالثَّمَرْ

يدانِ كنبعَيْ مياه
وكفّانِ.. بردٌ وحَرْ

أمدُّ يَديَّ إليها
فَيسري النَّدى والخَدَرْ

وإذ تتشابَكُ مِنَا الـ
أصابعُ أو تُعتَصَرْ

نضيعُ فنجهلُ: أيُّ
أسيرٌ.. وأيُّ أسَرْ!

ويا قُمْصَ ياني سلاماً
لكِ الله.. أين المَفَرّْ؟

تحارُ أبالطُّولِ تنجو
من الناسِ أم بالقِصَرْ!

وتأمَنُ لو زرَّرتْها
ولكنها لا تُزَرّْ!

وكيف تُصَرُّ الغيوم
على جبلٍ لا يُصَرّْ؟!

*

سلامٌ على ذكرِ ياني
فياني أعزُّ الذِّكَرْ

ولولا سَهَتْ عينُ ياني
ولولا سَنَاها غَدَرْ

لكانَ لنا من هواها
رسومٌ كوشمِ القَدَرْ!