والآن ها قد قطعنا الشوط يا وطني - عبدالرزاق عبدالواحد

الآن يا وطني أوقَدتَ قنديلَكْ
جفّفتَ دمعَكَ أو جفَّفتَ منديلَكْ!

الآن صار الأسى والدمعُ ليس لـهُ
معنىً.. تريدُ خَليّاً كي يُغنّي لك!

وأنتَ حجمَ الغِنا والحبِّ يا وطني
لكنَّما كدتَ تُنسيني مَواويلَك!

لقد حملتُكَ جرحاً ناغراً، ودماً
وأدمُعاً.. وبَلى، أدري هلاهيلَكْ

لكنّني قَطُّ لم آنَسْ بهنَّ سوى
على مواكبِ مَن شالوا أكاليلَكْ!

كان الأسى كبرياءً لا يطاوعُها
دمعٌ.. بهلهولةٍ كنّا نُعرّي لك

أوجاعَنَا كلَّها.. حتى قصائدُنا
كانت تُهلهِلُ زهواً وهي تبكي لك!

والآن.. ها قد قطعنا الشوطَ يا وطني
وزهُونا كلُّهُ يشتاقُ تقبيلَكْ

لكنَّ جذرَ الأسى ما زال في دمِنا
لطولِ ما دُمنا ساقى بلابيلَكْ

فلا تُعاتبْ دموعاً أنت صاحبُها
يا طالما جَريُها حنَّى أناميلَكْ!

هذي دموعُ الرِّضا والحبِّ يا وطني
عيونُها دائماً كانت قناديلَكْ

وأنت كحَّلتَها بالضَّوءِ أجمعِهِ
فكيف أجفانُها تنسى مَكاحيلَكْ؟

يا كلَّ ما للعراقيّين من شرفٍ
متى مجاهيلُنا تلقى مَجاهيلكْ؟!