سهرٌ على مهودٍ فارغة - عبدالرزاق عبدالواحد

عشرين عاماً كنتَ أعمى
عشرين عاماً كنتَ مخدوعاً
وجرحُكَ كان يَدمى
عشرين عاماً
أيُّها المذبوحُ بين عسى.. ولمّا
حتى إذا أبصرتَ
كان الموتُ أسبقَ منكَ سهما..
..
أدري بأنك صادقٌ في كلِّ ما نزفتْ جراحُكْ
أدري بأنك قَطُّ لم يَخفقْ على وَشَلٍ جناحُكْ
ونَكفَتَ حينَ السّاحُ ساحُكْ
..
عن أن يُقال ظلَّمتَ
أو عصفتْ بلا سببٍ رياحُكْ
..
والآن حبُّكَ صار همّا
والآن صارت كلُّ هاتيك المُنى أسفاً وغَمّا
من ذا يصدّقُ
أو.. علامَ يصدّقونكَ يا مُدمَّى
ما دام جرحُكَ لا يُبيحُ، لكبريائكَ،
أن يُسمَّى..
..
ما دمتَ لم تفقأْ عيونَكْ
ما دمتَ لم تُنشَرْ مع الأموات كيف يُصَدّقونكْ؟
والناس،
حتى لو تموت،
على الكفاف سيذكرونَكَ
سيُقالُ كان كذا عفاهُ الله..
أو يتجاوزنَكْ..
..
أسَفاً عليك، وكنتَ غالي
أن يستبيحكَ من يشاء،
وأن تُبعثِركَ الليالي
أسفاً عليك
وأنت في الستّين
أن تبقى تُلالي
ومهودُ عشقكَ كلُّها خويَتْ
وأنت بها تُغالي
..
وتظلُّ تدمى
ويظلُّ جرحُكَ
لا ينامُ مع الجراح
ولا يُسمَّى
عريان،
يحملُ راعفَ الشريان
بين عسى.. ولمّا
أنِفاً،
ويدري أنَّ سهمَ الموت
أوجَرَهُ،
وأصمى..