القافلة - عبدالرزاق عبدالواحد

كلُّ شيءٍ يمضي لنفسِ المآلِ
الليالي، وعادياتُ الليالي

المُحبّون، والخليّون، والعذّال
أهلُ التُّقى، وأهلُ الضَّلالِ

والخصوماتُ، والأذى، والمآسي
والمروءاتُ، والنَّدى، والمعالي

مُسرعٌ موكبُ الفناء.. قتيلٌ
في رحالٍ، وقاتلٌ في رحالِ!

كلُّ شيءٍ يمضي سريعاً وتبقى
للأحاديث ذكرياتُ الرجالِ..

*

أطموحٌ أنَّ ابن آدمَ يبني
وهو يدري بأنه للزَّوالِ؟

إثرَةٌ، أم أثارةٌ.. أم هو العمرُ
انشغالٌ، أو رغبَةٌ في انشغالِ؟!

أهوَ سرُّ الحياةِ أنّا بدأنا
بابتهالٍ، وننتهي بابتهالِ؟

بين بابَيْ مَخافَةٍ ورجاءٍٍ
يرجفُ العمرُ كارتجاف الذُّبالِ!

تاركاً خلفَ خطوِهِ خفَقاتٍ
من ضياءٍ، وغابةً من ظلالِ

تُثقِلُ الناسُ ما استطاعتْ، وتمضي
حين تمضي خفيفةَ الأحمالِ!

يا جموحَ الإنسان.. لولا التَّحدِّي
أيُّ عذرٍ لكلِّ هذا النّضالِ؟!